معني كلمة "مُقلة" وكتابة "ابن مُقلة" مهندس الخط العربي، مع بعض المعلومات عن إسهاماته في هذا المجال.
مُقلة: (اسم)
الجمع : مُقُلات و مُقْلات و مُقَل
المُقْلَة : العَيْنُ كلُّها
مُقْلَةُ العَيْنِ : شَحْمَةُ العَيْنِ الَّتِي تَجْمَعُ السَّوَادَ والبَيَاضَ فِي مُقْلَتِهِ احْمِرَارٌ
مَقلة: (اسم)
المَقْلَةُ : أَسفلُ البئر
- المَقْلَةُ :حَصاةُ القَسْم توضَعُ في الإناءِ إذا عَدِموا الماءَ في السَّفر، يُصَبُّ فيه الماءُ قدرَ ما يغمر الحصاةَ فيُعطاها كلُّ رجل منهم
مُقْلَةُ العَيْنِ:
شَحْمَةُ العَيْنِ الَّتِي تَجْمَعُ السَّوَادَ والبَيَاضَ فِي مُقْلَتِهِ احْمِرَارٌ.
ابن مُقلة "الوزير الكبير ومهندس الخط"
الوزير الكبير أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة . ولد بعد سنة سبعين ومائتين .
قال الصولي : ما رأيت وزيرا منذ توفي القاسم بن عبيد الله أحسن حركة ، ولا أظرف إشارة ، ولا أملح خطا ، ولا أكثر حفظا ، ولا أسلط قلما ، ولا أقصد بلاغة ، ولا آخذ بقلوب الخلفاء من ابن مقلة ، وله علم بالإعراب ، وحفظ للغة ، وتوقيعات حسان .
إسهاماته في الخط العربي
ابن مقلة خطاط بغدادي كبير، اشتهر بأنه مهندس الخط العربي. وُلِدَ في بيت علم وفن اشتهر بخطاطيه. أخذ الخط عن أبيه وعن إسحاق بن إبراهيم البربري الأحول المحرر، وبلغ درجة عالية من الدراية والتعمق به، واستطاع هو وأخوه أبو عبدالله أن ينقلاه نقلة فنية نوعية ـ لم تتفق المصادر التاريخية حول دور كل منهما فيها ـ إذ ألفا من الأقلام التي بلغت أربعة وعشرين، ستة أنواع هي الثلث والريحان والتوقيع والمحقق والبديع والرقاع، وهندس هو ـ أو أخوه ـ مقاييسها وأبعادها معتمدًا على العلاقة بين النقطة والدائرة، فجعل الألف قطرًا لهذه الدائرة ونسب إليها الحروف جميعًا، ووضع معايير لضبط الخط والوصول به إلى صيغ جمالية محكمة مما شكل النقلة الأولى في الخط المنسوب، والتي ظلت أساسًا بُنيت عليه كل التطورات اللاحقة.
وكان من إنجازات هذا الوزير أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وإليه تنسب بداية الطريقة البغدادية في الخط، وأول من كتب مصنفاً في الخط العربي ذكر فيها مصطلحات هذا العلم البديع، مثل مصطلحات " حسن التشكيل " وهي التوفية، والإتمام، والإكمال، والإشباع، والإرسال، ومصطلحات " حسن الوضع " وهي : الترصيف، والتأليف، والتسطير، والتنصيل.
كما أنه وضع قواعد دقيقة في ابتداءات الحروف وانتهاءاتها، وفي علل المدّات، وأنواع الأحبار، وفي أصناف بري القلم، يقول إدوارد روبرتسن " إن ابن مقلة قد اخترع طريقة جديدة للقياس عن طريق النقط، وجعل الريشة وحدةً للقياس، فقد جعل من حرف الألف الكوفي مستقيماً بعد أن كان منحنياً من الرأس نحو اليمين كالصنارة، وقد اتخذه مرجعاً لقياساته، وخطا ابن مقلة خطوة أخرى، إذ هذّب الحروف، وأخذ الخط الكوفي كقاعدة، وأخرج من هذه الحروف اشكالاً هندسية، وبذلك أمكنه قياس هذه الحروف ".
ذُكر في صبح الأعشى عن خط ابن مقلة " ثم انتهت جودة الخط وتحريره على رأس الثلاث مئة إلى الوزير ابي علي محمد بن علي بن مقلة، وهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها وعنه انتشر الخط في مشارق الأرض ومغاربها "، مما يعني أن خطه اتسم بالجمال البديع وذاع صيته في الدنيا، وبلغ به درجة عالية في نفوس الناس حتى وصفوه بأنه أجمل خطوط الدنيا، وقال عنه ياقوت الحموي أيضاً " كان الوزير أوحد الدنيا في كتبه قلم الرقاع والتوقيعات، لا ينازعه في ذلك منازع، ولا يسمو إلى مساماته ذو فضل بارع "، وقال الثعالبي أيضاً " خط ابن مقلة يُضرب مثلاً في الحسن، لأنه أحسن خطوط الدنيا، وما رأى الراؤون بل ما روى الراوون مثله!"
ترك ابن مقلة عدداً من المؤلفات والرسائل والأشعار بعضها ضاع بفعل الزمن والآخر وصلنا ليدل على عمق ثقافة هذا المبدع، واتساع معرفته بصناعته، وخبرته الواضحة، وفنه الرفيع ولعل ما ترك لنا شيخ الخطاطين رسالته في الخط المعروفة باسم " رسالة الوزير ابن مقلة في علم الخط والقلم".
وقد برع من بعده إسماعيل بن حماد الجوهري ومهلهل بن أحمد ومحمد بن أسد ومحمد السمسماني والخطاط الخلاق عليّ بن هلال ابن البواب.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات