الكتابة اليقظة تساهم بشكل كبير في تصفية الذهن وترتيب الأفكار، والهدف الأساسي منها، الحفاظ علي الصحة العامة والشعور بالسعادة.أشارككم هنا بعض كتاباتي اليقظة!


كل شيء أصبح ملتصق الآن ببعضه، وكأنهم كما قالوا، أصبح العالم قرية واحدة، هل تعلم أن القرية، كنسيج مجتمعي، هي من أقوي الأنسجة، الجميع متواصلون، اذا شكي أحد، قام إليه كل أحد، اذا فرح أحد، فرح معه وله كل أحد، في القرية يتساوى الفقير والغني، لأنهم يعلمون مشقة الأمانة، يعلم الفقير أن جهاده في الحياة محدود بقواه وهو راضي، ويعلم الغني أن جهاده محدود بغناه وهو راضي، ويعلم الجميع في القرية، أن لا شيء يدوم إلا الرضا، من كان فقيراً بالأمس، بات غنياً، ومن كان غنياً بات فقيراً، تلك مقادير الله، التي يؤمن بها الجميع.

إذا مررت بالقرب من المباني الملتصقة الآن، فيما أطلقوا عليه وهم القرية الواحدة، والعالم الواحد، سوف تجد، أن مفهوم القرية قد تبدد، هذا الالتصاق اضطراري، ولا أحد يرغب فيه، ولا أحد يعلم آدابه، قد تجد الغني الذي يمد عينيه لما في يد الفقير، وتجد الفقير الذي يمني نفسه بحياة الغني، ويفني عمره في اللهث خلف ما ضمن له، ويترك خلف ضهره ما سوف يحاسب عليه فرداً، يخبرك قرب المنازل، بإن زهرة الحياة الدنيا، أصبحت منتهي السعي ومبلغ السعادة، تتفنن البيوت في إظهار ما تملك، وتخفي الحزن علي فوات ما لا تملك.

في القرية الأصلية، جميعنا نعلم أننا فقراء، وهذا متأصل في ذواتنا، نتقبل فقرنا ومصدر فاقتنا، ونمضي في الحياة بقلب راضي وعين لا تخشي إلا الله، لا نمد أعيننا إلي نقص فينا، بل تبصر العين أول ما تبصر، الجمال، تبصر العين أولاً الكمال، ثم بعد اعتياده تبحث عن النقص، وحدهم من يبصرون الجمال أولاً في كل شيء، عاشوا هنياً وناموا عشياً وحمدوا القليل، وشكروا علي النعم، وفي كل محنة، حمدوا الله حمداً كثيرا، وهذا ليس بمقام بعيد عنا، أو صعب المنال، من أراد أن يحيا في قرب ورضا، فلا يمد عينيه إلي ما لا يملك، وليكن مشغولاً بقريته الصغيرة الصالحة، وهذا غاية السعادة والفوز.


الكتابة اليقظة: القرية - المنتصف39961093066724890
unsplash.com


منتصف الأمور كمالها، الأرض تستعيد توازنها، يمكنك أن تنظر إلي السماء الآن وتشعر بنسمات الهواء المحملة برائحة العافية، عافية الطبيعة، إذا تتبعت السحب والنجوم سوف تسافر معها حيث موطن النور، ولقاء الأحباب وفوات الخوف والقلق، حين يكتمل القمر بدراً، يكتمل بداخلك نصفك الآخر، تلتقيان لثلاث أيام كل شهر، ثم يسافر كل نصف إلي وجهة مختلفة في الأرض، يتيه فيها سبعة وعشرون يوماً، يصنع الفلك ويحرث الأرض ويسقي الزرع، ثم يعود منهكاً عند اكتمال القمر، و انتصاف كل شئ، ليصلي صلاة يكتمل بها كل نقص، لا تحزن إن الله معنا، في هذه العزلة، إن الله معنا، يسمع ويري ويجيب دعواتنا مادمنا علي العهد، أن نحفظ القلب والعقل واللسان، ونقي الأرض شرور أنفسنا، ونجعل للطبيعة فسحة من التعافي وفسحة من الاثمار قبل قطافها، تفائلوا بالخير تجدوه، مادامت أفعالكم خيرا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شباك السعادة - happiness window

تدوينات ذات صلة