ظاهرة العنف ضد المرأة وأسباب تزايدها ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك

ظاهرة العنف ضد المرأة ، متى تتوقف ؟؟؟

ماتزال ظاهرة العنف ضد المرأة تشغل حيزا أساسيا لدى المنظمات الحقوقية والجهات المعنية سواء الحكومية منها او الدولية ، والخطير أن العنف ضد النساء يزداد ويتطور في مختلف المجتمعات والبيئات وليس مقتصرا على مجتمع او بيئة بعينها ، ولابد من دراسة هذه الظاهرة والبحث في أسباب تفاقمها بالرغم من الأنظمة والقوانين والتشريعات التي وضعتها الدول لحماية المرأة والحملات الحقوقية والتوعوية المتنوعة والمتتابعة من قبل منظمات دولية وإنسانية ، يرجع البعض أسباب تزايد نسب تعنيف المرأة الى الظروف الاقتصادية والاجتماعية ، وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار العديد من قصص التعنيف ضد النساء حول العالم ، وليس غريبا أن تكون الظاهرة متفاقمة أكثر في المجتمعات الفقيرة والمتخلفة والتي قد تبررها الظروف القاسية التي يعيشونها ، ولكن المخيف حقا ازدياد نسب التعنيف للمرأة في المجتمعات المتحضرة والمدنية التي تتغنى نخبها باحترام المرأة وتقديرها والتي تمارس النساء فيها أقصى درجات التحرر والانفتاح ،وهنا تظهر لدينا أسباب أخرى للعنف ضد المرأة منها ، التنافس على المركز الاجتماعي والحضور والتفوق الذكوري، ومنها الانفتاح والبيئات المتحررة والحياة الصاخبة التي عادة ما تنتهي بتسليع المرأة واضطهادها خلف الكواليس، ولا يقتصر تعنيف المرأة على العالم العربي ، الذي يتعرض لهجمة شرسة من جهات خارجية ، تهدف لتشويه المجتمع العربي ووصمه بسمة العنف والاضطهاد للمرأة ، بينما الناظر المنصف الى التاريخ العربي والإسلامي ، يجد أن المرأة العربية تبوأت مكانة عالية متميزة منذ وقت مبكر ، والنماذج كثيرة للمرأة العربية المشاركة في مختلف مجالات الحياة ودورها الأساسي في إدارة الدولة والمجتمع ، بل وقيادة الجيوش ، في مختلف العصور ومراحل الدولة العربية والإسلامية ، لقد منح الإسلام المرأة حقوقها كاملة أسوة بالرجل وفق مبدأ الحقوق والواجبات ، ولم يعامل المرأة وفق منظور القاصر التي تحتاج لأن تمنح الحقوق ، إن ما يجري من تعنيف للمرأة بشكل عام في مختلف الدول والبيئات ، ناتج عن آفات اجتماعية ومواقف مبنية على المصالح والمكاسب السياسية والاقتصادية فضلا عن العادات الاجتماعية الخاطئة ولا علاقة له أبدا بالدين أو العرق ، ولا أدل على ذلك من الدراسات التي تثبت أن اعلى نسب تعنيف للمرأة في العالم في أمريكا والعالم الغربي ، وكل ما نشهده من حملات إعلامية وتضخيم للظاهرة في الاعلام وتسليط الضوء على الدول العربية والعالم الثالث ، ليس سوى وجه من وجوه الغطرسة الغربية وفكرة الهيمنة الفكرية وفرض الأجندات المخفية دوما تحت مظلة منظومة القيم الغربية المنافقة والمنظمات الحقوقية غير البريئة والمرتزقة من خلال تبني قضايا المرأة والطفل وسعيها الدؤوب لتفكيك الأسرة العربية وضرب القيم والمنظومة الأخلاقية السامية لدى مجتمعاتنا ، وهذا لا يعني في حال من الأحوال القبول باستمرار تعنيف المرأة ، ولابد من تطوير الأنظمة والقوانين وتشريع المزيد منها في مجتمعاتنا لتحقيق العدالة وحماية المرأة من العنف ، وفي ذات الوقت نشر الوعي وتسليط الضوء على حالات التعنيف وانزال العقوبات الرادعة بحق مرتكبيها ، مع عدم اغفال دور المؤسسات المدنية والحكومية والتعليمية والتربوية في تربية الأجيال على الاحترام المتبادل وتبني القيم النبيلة وحماية المجتمع من وسائل تغذية العنف ، التي لا تنتهي سواء من الأفلام والعاب الفيدو التي تحرض على العنف وتغذي الفردانية والأنانية في الأطفال منذ نعومة أظفارهم ، التحديات كثيرة أمامنا لمناهضة هذه الظاهرة وعلاجها جذريا حتى نصل الى الحالة المثالية من الوعي المجتمعي التي يقوم فيها أفراد المجتمع ذكورا واناثا بأدوارهم في النهضة والبناء والتقدم والاذدهار متكاتفين على قدم المساواة .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أ.حنان بوادي

تدوينات ذات صلة