رحلة عبر برنامج أسرار الضاد تكشف جمال العربية وأثرها الملهم في نفوس الجيل الجديد.
حين تجتمع المعرفة بالشغف، تولد مبادرات تصنع الفرق. في عالم يزدحم بالمحتوى السريع، يطل علينا أسرار الضاد كنبض مختلف، يذكّرنا بأن للغة العربية روحًا تستحق أن تُكتشف. هذه ليست مجرد حلقات مرئية، بل رحلة تمتد عبر المواسم، حيث يلتقي الإبداع بالتاريخ، والحرف بالعاطفة.
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتبدل فيه الأولويات، تبقى اللغة العربية ثابتة الجذور، شامخة الحضور، تنتظر من يمد إليها يد العناية والحب. من هنا وُلد برنامج أسرار الضاد؛ رحلة ممتدة عبر المواسم، تحكي الحرف وتمنحه حياة جديدة في قلوب من يسمعون.
منذ البداية، كان هدفنا واضحًا: أن نعيد للغة العربية مكانتها في نفوس أبنائها، لا عبر الشرح الجاف أو القواعد الصارمة، بل بأسلوب يزاوج بين العلم والمتعة، بين التحليل والشغف. واليوم، ونحن نخطو خطواتنا في الموسم الرابع، ندرك أن المسار كان مليئًا بالدهشة والتعلّم، وأن كل مقطع مرئي سجّلناه كان لبنة جديدة في بناء هذا الصرح الثقافي.
مع الطالب محمد جاد المولى، في كواليس الإعداد والتقديم، لم يكن الأمر مجرد نصوص تُكتب أو حلقات تُسجّل، بل كان حوارًا عميقًا مع اللغة نفسها؛ نكتشف جمالياتها، ونفك شيفرات أسرارها، ونجدّد إيقاعها في آذان المستمعين. كل تصوير كان مناسبة لاكتشاف طاقة جديدة، وكل تسجيل كان مساحة نزرع فيها بذرة حب في قلب متابع جديد.
أثر البرنامج لم يقتصر على التعريف بالمفاهيم اللغوية، بل تجاوز ذلك ليصبح دعوة مفتوحة للإبداع، ونافذة يطل منها الجيل الجديد على كنوز لغته بأسلوب قريب منهم. لمست ذلك في الرسائل التي وصلتنا، وفي العيون التي تلتمع حماسًا عند متابعة الحلقات.
يقدَّم البرنامج بصوت وإبداع محمد جاد المولى، وتحت إشراف الأستاذة حنان بوادي، وبنشر ورعاية جمعية حماية اللغة العربية، التي كانت ولا تزال حاضنة لكل مبادرة ترفع من شأن لغتنا الأم.
أسرار الضاد ليس مجرد برنامج… إنه وعدٌ بأن العربية قادرة على أن تكون معاصرة، مُلهمة، وملاذًا لكل من يبحث عن الهوية في زمن الازدحام الثقافي. وما زلنا نمضي، من حلقة إلى أخرى، ومن موسم إلى آخر، مؤمنين أن كل حرف نبثه هو خطوة نحو جيل يحب لغته ويحميها.
التعليقات