تحفيز النفس و تطويرها و التعريف بالنضج العاطفي و متى يصبح الانسان ناضجا عاطفيا و ما هي اسباب التشاؤم التي تصيب البعض و كيفية علاجها من خلال فهم النفس


في الآونة الاخيرة لاحظت ازدياد أعداد الأشخاص المتشائمين(النكدين) هذا الأمر أثار فضولي لفهم طبيعة هؤلاء الأشخاص ما هي الأسباب التي تذهب بهم الى هذا المطاف فنحن نحيا حياة واحدة لا يمكننا اضاعة جمالية هذه الحياة بالتشاؤم و لكن هذا لا يعني أن هنالك استثناءات تحدث لنا تجعلنا نمر بفتراتٍ عصيبة و حزينة و لكن هذا لا يحتم علينا البقاء عالقين بدائرة التشاؤم و الحزن منذ فترة كنت اقرأ عن الأسباب التي تصل بهم للتفكير بهذه الطريقة فتبين لي أن الأنسان غير أنه يمر بفترة نضج عقلي و جسمي بل هنالك مرحلة نضج عاطفي أي أن الانسان قد يكون ناضجاً زمنياً و عمرياً و لكنه غير ناضج عاطفياً و من علامات النضج العاطفي القدرة على مواجهة الواقع و التعامل معه و لا شك أن هذه العلامة شبه معدومة او هي حقاً معدومة عند المتشائمين فهم دائما يعزون سبب التشاؤم الى الواقع الذين يعيشون فيه و الى المشاكل التي تصيبهم بالحياة فعدم نضجهم العاطفي يجعلهم يتهربون من هذه المشكلات و يتجاهلونها عكس الناضجين عاطفياً فهم يتحدون هذه المشاكل و غير ذلك فهم يستطيعون الاستجابة و التعامل معها من خلال خبراتهم الحياتية بطريقة إيجابية ، فعدم النضج أيضاً يضعهم امام عدم القدرة على تقبل عدم النجاح فعند سير الأمور بعكس رغبتهم و توقعاتهم تجدهم يبكون و يتحسرون على قدرهم و حظهم بالحياة لكن الشخص الناضج يفكر بطريقة خارج الصندوق و غير المتعارف عليه و يستمر مواصلاً حياته الطبيعية المشكلة الأعظم التي يسببها عدم النضج العاطفي هي جعلهم يفكرون بطريقة يشعرون أنهم غير محبوبين يتجنبون الواقع و يهربون منه متشائمين يهاجمون أقرب شخص منهم عندما يشعرون بالخيبة أو الاحباط اما الناضجون يدركون الحقيقة فذلك يجعلهم يحصلون على ما يريدونه من الحياة بهدوء و ثقة و اتزان ، لا شك أيضا أن عدم نضجهم يؤثر في القدرة على منح الحب و تلقيه فعدم النضج يؤثر على حياتهم فنلاحظ انتشار العلاقات المرفوضة بالمجتمع او كما يسمونها (الحب) فهذا الشخص ما زال غير ناضج عاطفياً و غير ذلك فهو يشعر بالنقص حيث أن دراسات علم النفس أوضحت أنه يجب تعويض هذا النقص و تقع مسؤولية تعويضه على الأهل لأن الذكور يأخذون هذه العاطفة و الحنان من الأم فيجب عليها احتواء ابنها و ان لا تجعله يشعر بهذا النقص و كذلك الحال بالنسبة للإناث فشعورها بالنقص يكمن في تقصير الاب بتعويضها عن هذا النقص فشعورهم بالنقص يدفعهم لإنشاء علاقات مرفوضة من أجل تعويض هذا النقص و كل ذلك بسبب عدم نضجهم العاطفي .


إن الطريقة التي نفكر بها هي الطريقة التي نعبر عن مشاعرنا من خلالها و نتصرف على أساسها أيضاً و بمجرد أن يتم تكامل الفكر و العاطفة فإن طاقة الجسم تنضبط في نغمٍ واحد و ذلك عبر لغة العاطفة التي تؤكد وجودنا في هذا العالم و لأن العواطف غير الناضجة قد تُحدث فوضى في حياة المرء و المحيطين به .



حنين ضرار

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حنين ضرار

تدوينات ذات صلة