كيفية تأثير ردات فعلنا على المواقف و تهويلها و تعرضنا للمواقف السلبية بالحياة لا يعني وجود حياة سلبية بل هي مواقف عابرة ليس الا

في كل مرة تثبت لنا الحياة أن هنالك شيء فيها يستحق العيش لأجله مواقف تتكرر يومياً في حياة كل شخص منا و لكن لا أحد يعطيها هذا الاهتمام ظناً منه أنها مواقف عابرة لا فائدة منها و لكن مهلاً هل يُعقل ذلك ؟


كلنا نكرر هذا و البعض يكرره يومياً لا شيء يستحق العيش لأجله ، حياة صعبة ، حياة كلها نكد ، واقع مؤلم كلها عبارات تبعث فيكم طاقة مليئة بالإحباط و السلبية مجرد عبارات و ربما كلمات لا نعطيها أهمية و لا ندري أنها المعضلة هنا يكمن الفخ أنت بكل بساطة تتعرض صباحاً لموقفٍ سيء موقفٍ غير مرغوب به و هو مجرد موقف عابر لن يؤثر بحياتك كثيراً و لكنك تعطيه ردة فعل تجعل من هذا الموقف مشكلة و سبب لتطلق عبارات ملؤها السلبية و تحكم على يومٍ بأكمله بأنه يوم سيء لمجرد مرور هذا الموقف


إطلاق حكم على يومك بأنه سيء لمجرد موقف صغير كذلك يعطيك طاقة سلبية بقدرٍ أنت لا تتوقعه لو لاحظت قليلاً على هذا الموقف تراه بسيط لا يحتاج الى هذا النكد الذي عشته يوماً كاملاً أو أيام


ردة فعلنا على المواقف هي التي تعطي الأمور و المواقف حجماً أكبر منها


فعلماء النفس أثبتوا ذلك حديثاً حيث يكون الموقف المُعرض له الإنسان بسيط جداً و لكن طبيعة الإنسان هي تهويل الأمور لذلك تكون ردة الفعل أعظم من الفعل ذاته فنجد كثيراً من تلك المواقف البسيطة التي نتعرض لها تكبر بسبب ردة فعلٍ منا أو من الطرف الآخر


دورك يكمن في معرفة هذا الأمر من أجل جلب الراحة لك و لغيرك


الآن تخيل موقفاً مررت به سابقاً تعتقد بأن ردة فعلك أو ردة فعل الطرف الآخر كانت أعظم من الموقف نفسه ستلاحظ أنه موقف تافه لم يكن بحاجة ردة الفعل هذه


أصبحنا لا نخوض النقاشات مع بعضنا و السبب هو خوف كل طرف من ردة الفعل إن خالفنا آراء بعضنا البعض


أصبح اختلاف الرأي مشكلة في هذا الزمن لا أحد يتقبل رأي الآخر و نسنا أننا شخصيات مختلفة لنا مبادئ و آراء مغايرة عن بعضنا البعض و هذا الشيء الطبيعي لفطرة الإنسان هي أن يختلفوا بالآراء و الأذواق و المبادئ كلٌّ حسب شخصيته و بيئته و ثقافته و تربيته


علينا تقبل هذا الأمر و أن لا ننظر للأشخاص المختلفين عنا بالآراء بنظرة الاستغراب و التعجب من اختلافهم عنا


لنتقبل فكرة الاختلاف عزيزي/عزيزتي


لنتفكر قليلاً بالمواقف التي مررنا بها سنلاحظ أن ردة الفعل هي السبب في تهويل الموقف


و لكن هذا لا يعني أن نندم على هذه المواقف بل نأخذها من ناحية مشرقة من حيث أنك لو تعرضت لذات الموقف أو مشابه له ستتمكن من ضبط ردة فعلك مرةً تلو الأخرى لذلك ركز قليلاً مع نفسك ستجد أن لا شيء يحتاج كل هذا


فأنت كنت تجلب لنفسك الاحباط و السلبية دون وعي


و الآن ركز على الأمور الايجابية بالحياة على الجانب المشرق منها فنحن نتعرض لمواقف سيئة ليس لحياة سيئة ركز قليلاً في هذه الجملة


مرةً أخرى هي مواقف سيئة و ليست حياة كاملة


بالمقابل هنالك العديد من المواقف الإيجابية التي نتعرض لها و لكن عقل الإنسان دائماً ينسى هذه المواقف و سريعاً ما يتذكر الشيء السلبي السيء و هذا ما اثبته العلم


فأنت بدورك عليك تغيير هذا التفكير و التركيز على الجوانب المشرقة من الأمور و المواقف تذكر المواقف الجيدة بيومك دائماً قبل نومك تذكر 4 مواقف إيجابية أسعدتك بيومك ستجد أنك تذكر أكثر من 4 مواقف و السبب أنك ركزت قليلاً بتفاصيل يومك التي كنت تعتبرها مواقف عابرة و روتينية عادية


لذلك غير تفكيرك حالاً و تذكر أن على هذه الحياة ما يستحق العيش لأجله


و تذكر مرةً أخرى هي مواقف سيئة و ليست حياة سيئة .



حنين ضرار

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حنين ضرار

تدوينات ذات صلة