‎يصادفنا الجزر تارة ونواجه المد تارة أخرى ولكن أدركت أن الجزر لايعني الهدوء والاستقرار و لا المد يعني التخبط و الضياع ، فكلاهما يحتاج المواجهة والصمود

هذه هي الحياة وهذه طبيعة البشر نحلم ونريد ونتمادى بالتفكير لنغرق برؤيتنا الخاصة، و إن لم نحقق مانريد نبقى رهناً لعبودية المرارة، لذلك نهتم للنجاح ونكافح من أجله.


قرأت خلال أيام مضت كتاب باللغة الانجليزية يحمل عنوان " فكر كالناجحين " كتاب يثير احساس الحاجة للنجاح، وهذا النجاح ليس مقصوراً على مجال محدد أو فئة معينة، فكل البشر ناجحون مهما اختلفت قدراتهم العقلية ومواهبهم ورصيدهم بالبنك، ولأننا بشر دائماً نستطيع ونستطيع، باستطاعتنا البناء و باستطاعتنا الهدم، و باستطاعتنا أن نعيش بفوضى و بمقدورنا الاستقرار، فالحاجة للنجاح بداخلنا لاتموت ولايمكن نسيانها حتى لو خدعنا أنفسنا بأننا حققنا ما نصبوا له، و توهمنا أن هذا هو القدر.

صحيح أن تعريف النجاح صعب ويختلف مفهومه من شخص إلى آخر ، فهناك من يسعى للنجاح الأسري و آخرون يسعون للنجاح الدراسي أو المالي، فمهما اختلفنا بالأولويات إلا أننا نريدهم جميعاً،


فنريد كلمة مشتقة من الإرادة أي أن الإرادة هي التي تحقق مانريد، فالناجح الحقيقي يسعى لما يريد تحت أي ظرف كان، لا تتحكم فيه الضغوطات النفسية ولا التقلبات المزاجية ولا تؤثر عليه البيئة إنما هو وحده من يضيء لنفسه الشموع و كل شمعة له نجاحاً جديداً وبداية يتحاشى فيها أخطاء الماضي.


فبداية كل عمل هو الهدف ، و السعي له بتحديد الخطوات له ، وبكل مسافة سنكتشف شروق أهداف أخرى مشتقة من الهدف الأكبر وتلك هي الشموع !


أيضا، الناجح الحقيقي يعي تماماً أن الانسان لايختار اسمه إنما يستطيع اختيار الدرب الذي يسير فيه بالحياة، صحيح أن الخطوط المرسومة بكف اليد لا تتغير لكن تعديل التفاصيل يكون دائما لصالحنا، لأن الجميع يجيد السباق إلا أن الناجحون وحدهم من يكسبون لأنهم يصرون على الفوز ولهذا الهدف كرر المؤلف في كتابه "فكر كالناجحين" جملاً عدة مرات لتكون مرهماً يعالج حروق الفشل وتشجع دائما على النهوض والمحاولة بعد كل سقوط، كذلك تلك الجمل تشجع الناجحين على تحديد أهداف أخرى جديدة ليضيفوا وردة جديدة إلى باقة النجاح التي تزين حباتهم فالأولى " الناجح يقترف الخطأ لكنه لا يكرره" وأخرى طريق النجاح ليس مستقيما إنما دروساً و انحناءات" وأكثر الجمل تأثيراً " الناجح يصنع قدره لأنه لا يعتمد على الحظ ويملك قدرة "

أنا أستطيع ". فلذلك لا يوجد وقت محدد للانطلاق إنما كل الأوقات باليوم هي ساعة الانطلاق فقط على الإنسان أن يعزم ويتوكل فكم من أمور تأجلت و دفنت مع الأيام .


ان من أجمل العبارات التي قرأت هي "كن مستقلاً ولاتكن تابعاً، يقودك الغير" فمن كان تابعاً لا يسعى لما يريد إنما لما يريده الغير وهنا يكمن الفشل الحقيقي، لأنه من الصعب أن يعيش الشخص أسير الآخرين والمفاهيم المحدودة للنجاح ومن واقعهم، فكما كان العصر الجاهلي يئادون البنت في المهد لازال هناك أناساً يئادون أحلام الآخرين عن قصد و غير قصد، فلذلك كن ناجحا و تعلم من الجميع و استفد من خبراتهم حتى لاتكرر الأخطاء … لكن عن بعد و تذكر أن العصر الجاهلي انتهى!


فترتيب الفوضى ومعرفة الأولويات تساعد كثيرا بمعرفة ما نريد وما ينفع غيري فأحيانا كثيرة نحتاج الغرق في بحر من الفوضى ومن ثم إلى الخلوة مع النفس نرتب ونغير يومنا و نجعله بحالةٍ أفضل ، فكل ما نحتاج له ساعة من الهدوء لتحديد الأوليات وأبدء بزراعة حديقتك الخاصة وانشر فائدتها لمن حولك.


أذكر نفسي دائما أن كلما تجف الأرض التي أعيش عليها انتظر هطول الأمطار من جديد، فلا مجال للتنازل، فلا خصل الشعر البيضاء التي انتشرت في شعري تمنعني من الاستمرار ولا التجاعيد التي ملأت وجهي تعيقني . فأنا أؤمن أن كان السعي لهدف حقيقي مصدره القلب فسنحققه حتى لو بعد حين.


Hanadi Karam

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقالة جدا رائعة وكعادتك مبدعة يا ملكة الايجابية🌷🌷

إقرأ المزيد من تدوينات Hanadi Karam

تدوينات ذات صلة