حينما تشعر بأنك كنت مخطأً عندما سعيت للتغير من أجل أحدهم، تأكد من الخطأ لم يكن بك، بل كان في اختيارك للشخص الذي تحارب من أجله فقط.




القاعدة الأولي " أنت أهم من أي شئ "

القاعدة الثانية " تقديم التنازلات لابد من أن يكون متبادل "

القاعدة الثالثه " إن لم تكن مهم لا تهتم "





بين حين والآخر نحتاج لتقديم تنازلات، فقط لكي لا نخسر أشخاص معينين … لكن قبل ذلك علينا الإحتراس من فُقدان أنفسنا أثناء محاولاتنا لإرضاء العالم.




في هذا النص حديثي لن يكون عن العلاقات المعقده … العلاقات التي تأخذ منا أكثر مما تمنحنا، فتلك العلاقات لا تستحق المحاربه من أجلها من الأساس …

بإختصار أخُص بكلامي العلاقات المريحه التي نهرب إليها عندما يُرهقنا كل شئ من حولنا.




في البدايه دعونا نقول أن العلاقه ما هي الا رابط يربطنا بأحدهم، قلبين تعلقا ببعضهم البعض واختاروا توحيد دروبهم… لا يهم بعدها إن كان هذا الرابط سيندرج تحت مفهوم الصداقه أو الحب أو غير ذلك، فالمهم هو عدم خروج هذا الرابط عن إطار الإحترام …




الإحترام مهما كثر الخلاف، ومهما تعقدت الأمور … الرغبه المستمره في التحسن دومًا من أجل بعضنا البعض، الرغبه في فهم الطرف الآخر وتقبل رأيه لكي لا ينتهي بنا المطاف بخسارة لا نريدها … الرغبه في التغير.





دومًا ما نستمع إلي جملة لا تتغير من أجل أحد، بل تغير من أجل نفسك، واعتقد أن هذا هو أكثر شئ صائب قد نؤمن به، لكني أحيانًا اتساءل لما نتهرب من قول هذه الجمله " لقد فعلت ذلك من أجلك "

لما لا نعترف بأن هُنالك أشخاص تستحق منا التغير إن كان هذا التغير فيه الخير من أجلنا؟

وهذا يتوقف علي مدي وعينا بمن حولنا…يتوقف علي فهمنا بأن التغير الذي سنسعي له يجب أن يكون في صالحنا، ويجب أن يكون متبادل.






يجب أن نفعل لأن الطرف الآخر لو وُضع في مكاننا لأختار أن يتغير من أجلنا … مع العلم بأن التغير الذي سنخلقه فينا يجب الا يؤذي مبادئنا، وأن لا يغير من مُعتقادتنا واسلوبنا في العيش، يجب أن يجعلنا نشعر أننا أفضل …كالإقلاع عن عاده سيئه، كترك العصبيه الزائده، كالرغبه في التحلي بالهدوء، كرغبتنا في الإستماع أكثر من الحديث، كإختيار الصراحه علي الكذب دومًا مهما كلفنا الأمر … والكثير غير ذلك.

فما لا اؤيده هو تغير جزء من هويتنا كتغير طريقتنا في العيش، كترك عمل معين، كعدم اكمال التعليم، كتغير طريقتنا في المأكل والملبس ….إلخ






فإختصار ما أعنيه هو أن العلاقات ليست بيضاء تمامًا، وأن الإيمان بفكرة أننا لن نضحي أبدًا، ونتنازل هو مفهوم خاطئ … لأنه لو كان التغير في صالحنا والشخص يستحق فلما لا؟





إن العلاقات تسير بين مدِ وجذر، بين الأبيض والأسود … أنت تضحي اليوم وهو يضحي في الغد، أنت تبكي علي كتفه اليوم وستمسح دموعه فيما بعد، هو يصرخ وانت تهدئ روعته، وعندما تصرخ سيعرف هو كيف يضم عصبيتك ويحتويها …

عندما يطلب منك شخص تحبه شيئًا وتفعله لا داعي لإنكار الأمر ، لا داعي لقول " فعلته من اجلي فقط "

عليك القول " فعلته من أجل نفسي ومن أجلك " .

لا داعي لكل هذا التعقيد…

فليس هنالك خطأ في أن يمنحك أحدهم وتمنحه، في أن تبرز اهتمامك به، وتعترف بحبك كما يفعل هو لك … لكن قبل كل هذا عليك التأكد من " إن كان الشخص يستحق كل هذا أولًا أم لا ".






وأخيرًا، إن اعظم شئ قد يُقدم في العلاقات هو التصالح مع افكار الطرف الآخر، وتفهمه مهما كان الفهم شاقًا … استيعاب خوفه عليك، ولهفته المندثره، استشفاف حزنه، واحتضان مآسيه، أن لا تحتاج عمرًا كاملًا لتفسير كلماته، وتحليل أقواله، أن تتصالح نواياك مع أفعاله،وتأخذ الأمور ببساطه، وتعذره لأنك تُدرك طيب قلبك.





أن تختلط أرواحكم معًا، ولا تخشي قول الحقيقه … لا تخشي الإعتراف بحقيقه أنك فعلت وستفعل من أجله، لا تخشي من الأختلاف الموجود بينكم، فالتشابه يأتي مع الود، والحب يكبر مع الفهم، والُأنس يكبر إن كانت القلوب متفقة علي فكرة أن الافتراق هو شئ مستحيل بينكم.


وكما تقول أسماء عليان " لا صلح لقلبين لم يصلح فكراهما ".




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أن تكون ندّاً.

تدوينات ذات صلة