شبابيكٌ، أبواب، عيون، وقلوب، كلها صناديقٌ مقفلة لا تشفُّ عمّا في دواخلها

يراوِدُني شعورٌ بالغٌ بالحُبِّ،

حِيالَ الشُرُفاتِ والبواباتِ العتيقة،

ويا حبذا لو كانت زرقاءَ اللونِ أو بنفسجية،أو مُكلّلَةً بالياسَمين والأُقحوان !

ألوانُ حجرِ الشُرفةِ.. كفيلةٌ بأن تروي قصةَ مدينةٍ بأكملها..!

عروقُ الخشبِ الداكنة، مساماتُ عتبةٍ متآكلة، والصدوع التي تُقاسِمُ الجدارَ عافيَته!

وردةٌ حمراءُ تتأرجحُ كطفلٍ يستطلبُ ودَّ أمه..


بعضُ التفاصيل لا تحتاجُ حُنجرةً لتسمعَ لها صوتاً ..

ولا راوياً ليخبركَ بقصص أقوامٍ مكثت منذ زمن في ذاكَ المكان ..

تتركُكَ في مأزقٍ حقيقيٍّ معَ حواسِكَ، وأنتَ وما يجودُ به عليكَ شعورُكَ حينها ..

لطالما راقت لي قصصُ عشقٍ طرفاها فنانٌ وبيتٌ مهجور، أو عازفٌ وناصيةُ طريق..

الجمالُ شعورٌ نسبيٌّ، يتوطنُ الروحَ قبلَ المادة، لذا،

لِنُدرِكَ شيئاً جميلاً تلزمُنا روحاً جميلةً.

والكثيرَ من الحُب..💙


احرصوا على إبقاء شبابيك قلوبكم مفتوحة، للجمال، للحب والحرب والبرد والحر، للجانب المشرق من هذا العالم قبل المظلم منه،

فالشبابيكُ المُغلّقة يموتُ أصحابها خوفاً من الموت، يتحولون بسرعةٍ لذكرى منسية، يلفظها الناس بصعوبةِ التكلم حينَ الظمأ،

واحرصوا أيضاً على تلوينها بزرقةِ السماء، واجعلوا لعروقها نصيباً من الحياة في عروق وريقات أشجارها، ولا بأس بحُمرةِ الغروب التي تفرّغ عن المهمومِ حُرقةَ القلوب،


هذا العالم مليء بالتفاصيل الجميلة، تفاصيل لا تكفُّ عن ملاحقتنا في كل مكان وزمان، والأعظم من سمة الجمال بذاتها، هو نقائض الجمال !

النقائضُ نعم، فلولا تدرُّج الجمال لما صار للجمال مقياساً، ولولا سخَطُ الحر على جلودنا، لما استشعرتْ نعمةَ نسمةِ هواءٍ عابرة!

هكذا هو الكون دائرة لا تنتهي، ولا تكفُّ عن إبهارنا، سبحان من سوّانا فسوّاها لنكونَ لها أهلاً ونكونَ لعظمته من الشاكرين..

ربنا لك الحمد على كل ذرّةٍ سخرّتها لتسوق لنا بها خيراً نحنُ أبعدُ من أن نعلمه، ولا تجعلنا من الذين أنعمتَ عليهم فألِفوا سخاءَ النعم، فنسوكَ فأنسيتهم أنفسهم..

واجعل شبابيكَ قلوبنا مفاتيحَ الخير مغاليقَ للشر 💙


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حلا الكايد

تدوينات ذات صلة