حين يغتالنا الغياب قد يهزمنا الاشتياق ويصبح الحنين قيد يُدمينا
لأن الغيَابْ هو الحضورِ المُعْتَادْ
بِتُ أَخْشيَٰ الْحضور
حتىّٓ لا أفيقٓ من سُكرةِ اسـتحضارِ أطيافٍ رحلتْ بلا رجوعْ
هُناكَّ علىَٰ الجِدرانِ
بقَايا ساعةٍ مَوشومةٍ بالأنٰٓا ثٓوانيها
دقاتُ قلبْ يقرعَ في صمتِ العُمر
حفيفَ الانتظارِ حوْلَهَٰا و حوليِ
يَجْعلُنَّا أشبهُ بـِأشْباحٍ تَسْتحضِرُ
روحَ حضورٍ ما عاد هُنَٰا
هَاهُنَّا حولَٰ مِعٓصَميِ قيدٌ مِنْ ذِكْريَٰ
حديثٌ أغْتَرَفَٰ مِنْ أشواقٍ تَكبَدُهٰا القلب
ويأبيَّٰ أنْ يِطلِق يديّ لِتسْبحَٰ فيِ عَالم الـحضورْ
يحْمِلُهَا ويحـمِلُنيِ مٓعهٓا لـِرقصةٍ على شرفِ الغِياب
مُنتشيةَّ بقاعدةِ الاستثناءِ للحضورِ المزعومْ
على بُعد خُطوتينِ منِيِ
مُفكرةٌ تحملُ الْكَثيرُٰ من الْصفحاتِ المُلطخةَ بالحبرْ
والقليلُ من الصفحاتِ البيضاءِ المؤرخةَ و المُوقعةَ بـ (كان) توًّا هُنَّا !!
حينَّ تصَفحْتُهٓا أدركتُ كَيفَّ يُثْرينيِ الغيٓاب
بِحنينيِ للـحَرفْ والشَبَقِ به
وعلى النقيضِ تماماً
حضورِكَّ يسْلِبُنيِ تَاريخيِ
ويكسرُ سنَّ قٓلميِ فلا يقوىَٰ علىَّ مُمٓارسة سَاديتهُ فوقَّ الصَفحاتْ
حتيَّ روحيِ تحْتضرُ فيِ حضوركَّ فيتوقفُ كُلُ شيء حتى النبضْ
فيِ غَمْرةِ تأٓرِجُحَ النفسْ ما بين روحِ الْحضورْ و جسدِ الغـيابْ
أَجدُنيِ أٓتوضأَّ بِدمعٍ ضلّ أَسْبٓابهِ
هلْ يهطلَ معذباً بالغيابْ أم مستعذباً لهُ
يشتهي الحضور أم يزهدُ فِيهِ ؟!
وحينَّ الحضور ألتَفُ حَولُك بِكُلّي
سابحةٌ ما بين اليقظةِ و الحلُم
لستُ أدريِ
هلْ هو حضورٌ أمْ استحضٓار؟!
هلْ هوَّ أنْتْ أَمْ طيفُكّٓ الذيِ اعتادَّ أن يبللَّٰ أوراقَ الْعُمرِ الذَابِلةٓ بـبَعضْ
فيِ حضورِكَّ المزعومْ أدْنو بـِقلميِ فأملأهُ
بـِحبرٍ يُعيننيِ فيِ غيٓابِكَّ
أبُثٰٓ شوقيَّ عليَّ أوراقِ زمنٍ غُلفَ بالغيٓاب
فيتهاوى القلمُ من يديِ
لـِينَبهُنيِ أنيِ هُنَّا وحديِ
مع تِلكَٰ الساعةِ علي الجُدران
و ذاكَّ القيدُ فيِ مِعْصَميِ
و تلكَّ المُفكِرةَ ذاتهٓا فأفتحُ منْهَا صفحةً جَديدةَ
وألطخُهٓا بحرفٍ جديدْ
مُهلِلاً:
حيَّٰ علىَّ الغيَابْ!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات