كيف تتغلب على الم الفراق و الفقدان ؟ ماذا عليك أن تفعل ؟ اقرأ الآن و تابع
مرحبا من جديد أصدقائي ... معكم الإستشارية الأسرية والكاتبة إسلام عبدالله ، أرغب بمشاركتكم قصة واقعية عن فتاة عاشت تجربة الفراق ، ماذا حصل معها ؟ من فقدت من أعزّائِها ؟ هل انتصرت على تلك التحديات ؟ تابعوا مقالتي هذه كي تعرفوا كل الأجوبة عن تلك التساؤلات ..
كانت هنالك فتاة يانعة لاتزال صغيرة و شابة بالعشرين من عمرها ، تسكن مع عائلتها بالمنزل ، كانت أمها في الفترة الأخيرة كثيرا ما تتدعثر أو تَسقُط أو تُسقِط فنجان القهوة عن غير قصد بلا سبب واضح ؟! قلقت العائلة بشأن صحة الأم وبعد الفحوصات تبين إصابتها بالمرض الخبيث في الدماغ ، حماكم الله جميعا ومن تُحبّون ....
كانت حالة الأم صعبة و أصر الأطباء على مُكوثها في المشفى ، حاولت الفتاة أن تتماسك كثيرا وتكون قوية ، كي تدعم أمها ولا تشعرها بسوء ، كي تعود سالمة إلى المنزل من جديد ، بدأت رحلة العلاج و الفحوصات و التحديات والعمليات مع كثير من الضغوطات .
المهم بعد مكوث الأم و الفتاة لمدة سنة كاملة تقريبا في المشفى ، خرجت أخيرا إلى المنزل وعادت البهجة و الحياة من جديد ، كانت تلك الأم محبوبة جدا من جميع طاقم المشفى من الممرضات ، وكانت ذات شخصية قوية ، مرحة ، و ناجحة في مجال عملها و تخصصها ، بعد فترة من النقاهة مع كثير من الفحوصات و العيادات من حين إلى آخر ، و مع عودة تلك الضغوطات من جديد ، عادت الأزمات لتلك العائلة ، وبالتحديد تلك الفتاة ، التي لم تكن تجد وقتا لها كي ترتاح وكانت تسرق الراحة في فترة الزيارات العائلية للأم .
كل ذلك طبعا كان من منطلق الخوف على الأم و الحب ، لكن الأسلوب في التعبير عن تلك المحبة كان خاطئا ، يجب في مثل تلك الحالات التفكير خارج الصندوق !!! أي أن تكون الأولوية لراحة و سلامة المريض والمرافق معا ، وليس لثقافة العيب والواجبات العائلية ، كي نصل إلى أفضل النتائج .
كانت مشيئة الله فوق كل شيء ، و توفت الوالدة ، واجهت الفتاة مرحلة صعبة جدا ب التأقلم مع الوضع الجديد في منزل هي الفتاة الوحيدة فيه بين شباب ، وهذا ما زاد من صعوبة التجربة ، لأن الفرق بين الولد و البنت كبير ، وكل منهم لديه تفكيره الخاص ، من الصعب جدا أن يتفهموا هذه الحالة لأن لكل منهم طبيعة خاصة .
واجهت الفتاة مسؤوليات وتحديات كثيرة بالمنزل ، ولكن ما ساعدها على أن تتخطى كل ذلك هو إيمانها برب العالمين ، و قامت بعمل أمور تحبها و تجلب لها السعادة ، كانت تخرج من وقت لآخر لممارسة رياضة المشي , حتى أنها أحضرت كلبا كي تنشغل أكثر و تشعر بالأمان ، وساعدها ذلك كثيرا على البدء في تخطي الأمر .
الخلاصة ما يساعدك حقا على تخطي الم فراق شخص عزيز هو ،،،
_ الإيمان برب العالمين ، والايمان العميق بذاتك ، اقرأ رسائل الله لك ولا تهملها .
_ قم ب إحاطة نفسك بدائرة أصدقاء ترتاح لهم ، أكثِر من النشاطات الاجتماعية معهم ، وانشغل بالامور التي تجعلك سعيدا حقا
_قم بمساعدة غيرك ، حتى لو كانت مساعدة بسيطة جدا أو معنوية ، فالشعور بالعطاء يمنحك الارتياح و السعادة بالتدريج ثم الرضى .
_لا تنشغل فقط ب مسؤوليات الحياة ، خصص القليل من الوقت لك للترفيه ، و ممارسة الهوايات التي تحبها
_مارس رياضة المشي في الخارج ، و مارس الرياضة بشكل عام مع قليل من الموسيقى الهادئة أو سماع الراديو مثلا .
_أحضر حيوان أليف إلى المنزل مثل القطة فهي بريئة جدا و مرحة ، وتخلق أجواء من السعادة بالمكان
_احرص على أن تُرضي رب العالمين ، و ضَع مخافة الله دائما امام عينيك في كل تعاملاتِك
_ابتعد عن كل ما يثير غضبك في تلك الفترة بالتحديد ، أو يجعلك حزينا ، و اكثر من سماع الأمور التي تجعلك سعيدا مثل فيلم كوميدي ، محاضر إيجابي ، خطبة الجمعة ، القرآن الكريم ، كتاب إيجابي .
_ تحدث مع اصدقائك المقربين جدا والذي تثق بهم ، إن وجد عن ما يزعجك من أجل التخفيف من شعورك بالضغط ثم الشعور براحة أكثر
_قل الحمد لله دوما على كل شيء ، فكل مايحدث معك إنما يحدث لسبب ،وكل ما يأتي من الله فهو خير
_كن على يقين أن هنالك شخص واحد على الأقل في هذا العالم بحاجة إليك ، و سوف يُحزنه كثيرا أن يراك تَعيسا ، لذلك قم و انهض و نفِّض غبار الأحزان عنك ، افتح النافذة كي تدخل الشمس و يدخل معها الأمل .
_لا تقم بالعطاء بشكل مطلق من دون وعي أو تخطيط ، كي لا يتم إِستغلالك ممن هم حولك ، اعطي من يستحق العطاء فقط و بحدود .
_لأنه عليك أن تخصص وقتا لك انت والا سوف يدرك من حولك أن خلقت فقط من أجل خدمتهم ، وبهذا الشكل انت تلغي نفسك و حياتك ، قم بالموازنة ما بين الأمرين
_ أكثر من السفر ، و رؤية الأماكن الجميلة أو الهادئة التي تبعث على السكينة بالنفس مع من تحب
_إصنع المزيد من الذكريات الجميلة و الأوقات المرحة ، حفاظا على صحتك. و كي تزيد من قوة جهاز المناعة لديك .
_تأكد يا عزيزي أن ما تواجهه من تحديات الان ، سوف يجعلك تصبح اقوى بالمستقبل في تحدي جديد ، و ناضج أكثر ، لأن الحزن المفرط و الشديد يؤثر كثيرا على صحة الإنسان ، إِنتبه !!!
_الصبر ثم الصبر يا عزيزي ،،، فهو مفتاح الفرج لا تتسرّع !!!
_بعد فترة من الوقت من سنتان إلى ثلاثة ،،، انت الان ناضج أكثر ، قوي أكثر ، راضي أكثر ، واثق من نفسك أكثر ، و لديك ايمان قوي بذاتك ، ولا تنسى حسن الظن برب العالمين ، فالله سبحانه و تعالى لا يكتب لك سوى الخير
_و أخيرا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، انظر الى النصف المليء من الكأس ، و أن الله تعالى جعلك تمر بهذه الأزمة ، كي تصبح أفضل بالمستقبل و لديك مناعة أكثر ، فالموضوع أشبه ب الحُقنة التي تكون موجعة بالبداية ، ثم تعتاد عليها بعد ذلك
_ وكما قال استاذنا العزيز د.ابراهيم الفقي رحمة الله تعالى ،،، عيش بالحب ، بالأمل ، و بحسن الظن برب العالمين
تعليقاتكم على مقالاتي تسعدني دوما أصدقائي
دمتم بخير و سلامة 🌼🌼🌼
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات