رواية كويت بغداد عمان .. مذاق الماضي .. بنكهة الحاضر

تذوق الماضي بنكهة الحاضر


كويت بغداد عمّان / الكاتب أُسيد الحوتري


مما قرأت   كويت بغداد عمّان  الكاتب الأستاذ  أُسيد الحوتري45581316096965160




" .. فجأة، ومن بين صفحات الرواية المفتوحة على مصراعيها والملقاة على الأرض يتجلّى ثقب أسود يهدرُ منه تيار قوي نزاع للشوى يبتلع كل الدخان، فينقشع الغول الأبيض، ويختفي معه كل ما كان في المشهد. لعنة ما حلت علي، طنين حاد في كلتا أذنَيَّ صداع يكاد أن يفتك بجمجمتي،حجاب أسود أسدل على عيني فما عدت أسمع ولا أرى! تنهار قواي تتلقفني الروح بين ذراعيها، تضمُّني بشدة وتسحبني إلى داخل الرواية، تدور بي كالأفعوانية ثم تقذفُ بي في بحر من الظلمات حيث استقر وحيدا

مغشيا علي َّ."



هكذا وصف الكاتب الحوتري في روايته ما سيعبر تماما عن سياق ما ستقرأه .

و كأنه انتزع الوصف منك كقارىء ، و استهّل به الرواية لتعود أدراجك لكل كلمة مفعما بالأحداث و المعاني الكثيرة التي انطلقت منها .


تمازج الرواية و تشابه أحداثها بين ما عشناه في تلك الحِقبة من الذكريات ،و بين ما يسرده على لسان الشخصية في الرواية " سعيد البحتري" سيجعلك تبتسم لأنك هنا وجدت بوصلة تأخذك للماضي الذي تعرفه ، و أنت في الحاضر الذي تجد نفسك فيه أمام صفحات كتاب إمتاز ب فن الرواية و السرد المشوق و فن السيرة الذاتية لربما للكاتب و لك انت ،و ستجد السرد التاريخي الذي وُثقت أحداثه بعناية .


رواية ستجعلك تتذوق نكهة"اصابع الكيت كات " و تعود طفلا ،بل و ستعيش في الكويت و تغني معه للوطن و أغاني الكرتون و المسرحيات . و ستعرف بأنك تعيش أحداث القصة معه أينما كنت، بل و ستشاركه حب البلاد و الانتماء لها و ستنطلق في رحلة من عمان إلى بغداد و الكويت .


"الفنان الصغير "

فكرت مليا قبل البدء في الرسم، مُستشعرًا الأعمال الفنية التي كنت أشاهدها في برنامج الفنان الصغير، والذي كان يقدمه الفنّان الكويتي محمد الشيخ ... عرض الأستاذ نبيل لوحتي

على زملائي الطلاب وطلب منهم أن يصفّقوا لي بحرارة، دخل المعلم إلى غرفته التابعة للمرسم، غاب قليلاً، ثم عاد بهدية مغلفة بورق أصفر اللون. استلمت الهدية بكل سرور ، وعندما أزلتُ غلافها تبين لي أنها علبة من الألوان الشمعية. لقد جعل هذا الحدث نهاية الأسبوع نهاية سعيدة بحجم ألوان الطيف."


الحوتري الذي عمل معلما ،سلّط الضوء على أثر التعليم و الثقافة و كل ما يشاهده الطفل على حواسه و إبداعه من ناحية ، و دور المعلم الذي يوجه و يعزز الطلبة من ناحية أخرى و الذي كان لافتا بين الأحداث التي مر بها "سعيد"في طفولته . اسعدني هذا الوصف لأهميته ، ولكونه ما أسعى لتأكيده من خلال عملي كمشرفة لمبحث التربية الفنية .


هذا كله جزء من الحِس الإبداعي الذي ستلمسه منذ البداية لكن ستتجلى أسبابه عندما تنتهي من قراءة كل السطور ،و تجد في نهاية الرواية عن الكاتب ما تستدل به على أسباب ثقافته العالية التي انعكست على الأحداث.


إيمان أبوطربوش


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات إيمان أبوطربوش

تدوينات ذات صلة