قد ترتبط مشاكل التعلم بمدى تطور الذاكرة العاملة عند الطفل، وإليكم أبسط الطرق لتطوير الذاكرة العاملة.

هل فعلًا يعاني طفلك من مشكلة في التعلم؟

الذاكرة العاملة


قد يلاحظ بعض الأهالي في المراحل التعليمية الأولى لأطفالهم، أن طفلهم ينسى المعلومات التي حفظها بسرعة، وربما تولّد هذه الحالة قلقًا كبيرًا لديهم، وتزداد وتيرة هذا القلق عندما يكررون المعلومات أو المهارات مرارًا ويتفاجئون بأنها تطايرت من ذهن طفلهم بلمح البصر، مما يسبب لهم الإحباط، والإعلان عن وجود مشكلة.


مهلًا! قد لا يعاني طفلك من أي مشكلة! تأكد من تطور ذاكرته العاملة قبل أن تهرع في البحث عن سبب آخر.



ما هي الذاكرة العاملة؟


الذاكرة العاملة هي مصطلح نظري يرمز إلى نظام إدراكي معرفي في الدماغ يرتبط بالقدرة على تخزين المعلومات واستخدامها في معالجة البيانات، ويُعتقد بأن تطور هذه الذاكرة لدى الفرد يعتمد على التدريب والتكرار، حيث أن التدريب يزيد من قدرة الفرد على الاحتفاظ بكم أكبر من المعلومات واسترجاعها لمعالجة البيانات لاحقًا.


يمكن تشبيه عملية تطوير الذاكرة العاملة لدى الإنسان بأي عملية تطوير نشهدها حولنا، فمثلًا؛ كانت أجهزة الكمبيوتر في السابق أجهزة بدائية ويقتصر عملها على معالجة البيانات البسيطة، وتطورت هذه التكنولوجيا بطريقة تراكمية عبر السنين حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن، كذلك الذاكرة العاملة تنشأ مع الطفل وتكون بدائية ثم تتطور تدريجيًا وبشكل تراكمي بحيث تصبح قادرة على تخزين حجم بيانات أكبر، وتصبح أكثر سرعةً ما دام الدماغ سليمًا فيسيولوجيًا. وننوه إلى أن بعض الأطفال يخرجون عن هذه الفرضية ويولدون بالأصل بطفرات جينية ينشأ عنها قدرات عقلية تفوق أقرانهم، فلا نقع في فخ المقارنة!


هل يمكن تطوير الذاكرة العاملة عند الأطفال والأفراد عمومًا؟


لقد أثبتت التجارب بأنه يمكن تطوير الذاكرة العاملة، ويكمن ذلك باختيار الأسلوب التعليمي أو البرنامج التدريبي المناسب مع التكرار جنبًا إلى جنب. يمكننا اعتبار التكرار والمعرفة التراكمية هما المفتاحان الأساسيان في تطوير الذاكرة العاملة، فالتكرار يساهم في تحسين سرعة عمل الذاكرة العاملة والمعرفة التراكمية تشكل قاعدة البيانات.


بالنسبة للأطفال، فلا بد من التنبيه بأنهم في بداية تلقيهم للتعليم يحتاجون إلى التكرار بشكل أكثر من الفئات العمرية الأكبر، وقد يحتاج بعض الأطفال أيضًا إلى معدلات تكرار للمعلومات أكثر من أقرانهم وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان تكرار المعلومة على مدار أيام مختلفة أو أسابيع، ولكن الخبر السعيد هو أن هذا الأسلوب سينجح مع الوقت، وهذه النتائج استُخرجت من 23 دراسة سريرية أُجريت حول تدريب الذاكرة العاملة عند الأطفال والبالغين الأصحاء وأيضًا الذين يعانون من اضطرابات معرفية ومن ضمنها اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHA).

ونذكِّر بأنه مع مرور الوقت تقل حاجة الطفل إلى التكرار، وهذا سيعطي مؤشرًا قويًا على مدى تحسن وتطور الذاكرة العاملة للفرد.

الصيدلانية السريرية: آية جبر.


تداوى

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف صحة نفسية

تدوينات ذات صلة