يقلق مرضى الكبد بشأن تناول الأدوية، ويكثر البحث عن سؤال هل الباراسيتامول آمن لمرضى الكبد؟
من المتوقع أن يحتل الباراسيتامول الدعامة الأساسية في خزانة الأدوية الخاصة بكل بيت، إذ يمكننا استخدامه لتهدئة الآلام أو خفض الحمى.
لكن على النقيض في حالة مرضى الكبد، إذ يمثل علاج الألم لمرضى الكبد المزمن تحديات فريدة للأطباء.
نظرًا لأنه يتم استقلاب عديد من مسكنات الألم التي تُصرف بوصفة طبية والتي تُباع عادةً مثل الأسيتامينوفين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والمواد الأفيونية من خلال الكبد.
المسكنات المسموحة لمرضى الكبد
أشارت دراسة إلى أن 40%من الأطباء لا يوصون باستخدام عقار الباراسيتامول في المرضى الذين يعانون تليف الكبد المعوض، و 23% لا يوصون به في مرضى التهاب الكبد المزمن.
استنادًا إلى هذه النتائج، يمكن إعطاء الجرعات العادية الموصى بها من عقار الباراسيتامول بأمان للاستخدام قصير المدى للمرضى.
على سبيل المثال: دواء بنادول ادفانس وبنادول كولد اند فلو.
بالنسبة للعلاج طويل الأمد، ينبغي الحد من الجرعات اليومية الإجمالية للمرضى إلى 2 إلى 3 جرام يوميًا، حتى تظهر دراسات إضافية تؤكد سلامته لمرضى الكبد.
وبذلك أجبنا عن سؤال هل الباراسيتامول آمن لمرضى الكبد.
أشارت دراسة أن المواد الأفيونية المفضلة في أمراض الكبد هي الهيدرومورفون والفنتانيل، نظرًا لأن عمرهما النصفي أقصر ولهما آثار جانبية أقل ضررًا على الجهاز الكلوي.
يمكن علاج آلام الأعصاب لمرضى الكبد بأمان بمضادات الاختلاج ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مع تعديل الجرعة ومراقبة الآثار الجانبية.
المسكنات الممنوعة لمرضى الكبد
يمثل علاج مرضى الألم المزمن المصابين بأمراض الكبد المزمنة تحديًا سريريًا للأطباء.
ومن المؤسف عدم وجود دراسات كافية بشأن استخدام الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية أو مسكنات الألم الموصوفة للمرضى الذين يعانون أمراض الكبد المزمنة.
ثبت أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: (دواء رابيدوس وديفيدو) تزيد خطر الإصابة بدوالي ونزيف الجهاز الهضمي العلوي الأخرى والفشل الكلوي والاستسقاء المقاوم لمدر البول.
لذلك يجب تجنبها في جميع مرضى تليف الكبد.
بينما ترتبط مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من COX-2 بآثار جانبية أقل، لكن نحتاج إلى مزيد من الدراسات المستقبلية طويلة الأجل لتقييم سلامتها بشكل أفضل.
لذلك، في حين أنها قد تكون خيارًا مسكنًا آمنًا في المستقبل فمن المستحسن حاليًا تجنبها في هؤلاء المرضى.
هل الباراسيتامول آمن لمرضى الكبد؟
رجحت الدراسات الحديثة أن الباراسيتامول الخيار الآمن والفعال في جميع المرضى تقريبًا بغض النظر عن مسببات أمراض الكبد.
على الرغم من أن الحاجة إلى تقليل الجرعة في الأصحاء تبدو غير ضرورية إلى حد كبير، فقد يكون هناك ما يبررها في بعض حالات أمراض الكبد الحادة أو المزمنة، لا سيما إذا كان المرضى يعانون سوء التغذية أو وزنهم ضئيل.
لذلك ينبغي استشارة الطبيب لتحديد الجرعات المناسبة لكل مريض على حدة، مع الأخذ في الاعتبار حالة المرض الكامنة لديهم والمتغيرات الدوائية المشتركة.
نظرًا لأنه من المرجح أن يزداد انتشار أمراض الكبد نتيجة لنمط الحياة الخاطئ خلال العقود القادمة، لذا ينبغي استخدام المسكنات بحذر.
وجب التنويه أنه على الرغم من احتواء فوار سولبادين على الباراسيتامول لكن يستخدم بحذر، لاحتوائه على الكودايين أيضًا.
هل الباراسيتامول يؤثر على انزيمات الكبد؟
بعد الإجابة عن سؤال هل الباراسيتامول آمن لمرضى الكبد سنتطرق لتأثيره على انزيمات الكبد.
على الرغم من أن الباراسيتامول على الأرجح لا يهدد صحة الكبد في الجرعات الموصى بها، إلا أنه قد يسبب ارتفاعًا في إنزيمات الكبد في الدم مما يشير إلى إصابة الكبد.
في دراسة أجريت على 145 شخصًا سليمًا تم اختيارهم عشوائيًا لتلقي العلاج الوهمي أو 4 جرامات من الباراسيتامول يوميًا مدة أسبوعين، ولم يشهد الأشخاص في المجموعة الثانية ارتفاعًا في إنزيم ALT (إنزيم كبدي).
ولكن 33 إلى 44% من الأشخاص أصيبوا بارتفاع ALT أكبر بثلاث مرات من المعدل الطبيعي.
كان أعلى ارتفاع لـ ALT أكبر من 500 وهو ما يقرب من 10 أضعاف الحد الأعلى الطبيعي، ثم عادت جميع معدلات الإنزيم إلى طبيعتها بعد إيقاف الباراسيتامول.
استنادًا لما سبق يمكننا القول أن الجرعات الموصى بها من الباراسيتامول التي تُعطى للأشخاص الأصحاء مدة أسبوعين قد تسبب ارتفاع طفيف إلى معتدل في انزيمات الكبد.
لذلك يجب استخدام الباراسيتامول مثل جميع الأدوية الأخرى بحذر تحت إشراف الطبيب مع مراقبة مستويات إنزيمات الكبد.
المكملات الغذائية التي تضر الكبد
يمكن لبعض الأعشاب الشائعة أن تسبب أمراض الكبد السامة، لذا ينبغي الحذر من المكملات الغذائية التي تحتوي على الألوفيرا أو الكوهوش الأسود أو الكاسكارا أو الشبارال أو السنفيتون أو الإفيدرا أو الكافا.
وأيضًا مكملات كمال الأجسام المختلفة كانت مرتبطة بأنواع مختلفة من إصابات الكبد، إذ تسبب اليرقان -حصريًا لدى الرجال- الذي يمكن أن يستمر شهرًا أو أكثر.
تركت منتجات كمال الأجسام بعض الرجال باللون الأصفر الفاتح والحكة مثل الجنون مع اليرقان لدرجة أنهم لا يستطيعون العمل وتدهورت حياتهم.
وقد ارتبطت مكملات إنقاص الوزن بأضرار أسوأ كالتهاب الكبد الذي كان يهدد الحياة في بعض الحالات دون زراعة كبد، وفقًا لدراسة احتاج 12٪ من 17 شخصًا ممن تناولوا منتجات إنقاص الوزن إلى عملية زرع.
في حوالي نصف الحالات التي تنطوي على مكملات كمال الأجسام و 41٪ من الحالات التي تنطوي على مكملات إنقاص الوزن، خلص الباحثون إلى أن المنتجات كانت "بالتأكيد" سبب إصابة الكبد الناجمة عن الأدوية.
غير أن الأنواع الأخرى من المكملات الغذائية التي تورطت في 10٪ إلى 14٪ من الحالات كانت معززات المناعة ومنتجات السعال والبرد ومنتجات الاكتئاب والقلق.
بديل الباراسيتامول الطبيعي
عندما يأخذ الشخص دواءً تقليديًا لتخفيف الآلام كما هو موصوف بتوجيه من الطبيب، فهذه طريقة آمنة وفعالة للتحكم في الألم.
ومع ذلك، تقدم مسكنات الألم الطبيعية بديلاً للأشخاص الذين يرغبون في تجنب الآثار الجانبية طويلة المدى لأدوية تسكين الآلام.
يمكن للمرضى استخدام الزيوت الأساسية مثل اللافندر والنعناع والروز ماري عن طريق إضافة بضع قطرات إلى منديل أو حمام بخار واستنشاق البخار.
وأيضًا يمكن إضافة الأعشاب والتوابل المذكورة أعلاه إلى الطعام.
من السهل تجربة تمارين اليقظة في المنزل. فقد يتمكن عديد من الأشخاص أيضًا من تجربة اليوجا في المنزل، حيث يتوفر عديد من مقاطع الفيديو التمهيدية عبر الإنترنت.
لتجربة الوخز بالإبر، من الأفضل زيارة ممارس محترف ومعتمد.
لن تؤتي مسكنات الألم الطبيعية ثمارها مع الجميع. ربما يجد بعض المرضى أن خيارًا طبيعيًا يناسبهم جيدًا على المدى الطويل. قد لا يتمكن الآخرون من إدارة الألم طبيعيًا وقد يفضلون الأدوية التقليدية.
في نهاية المقال..
وبعد الإجابة عن سؤال هل الباراسيتامول آمن لمرضى الكبد.
نوصيك -عزيزي القارئ- باتباع التعليمات الموجودة على ملصقات عبوات الأقراص للاستفادة من فاعليته ولتجنب آثاره على المعدة مثل مسكنات الألم الأخرى.
ولكن إذا تناولت جرعة زائدة فقد يؤذي الكبد وفي الحالات القصوى ربما يسبب فشل الكبد.
دمتم أصحاء..
التعليقات