نظارة الحياة .. بقلم: دينا مقلد.. كيف تري حياتك؟! ... وماهو منظورك الذى تراه ؟
غالبًا ما يتسابق البعض لمعرفة أسعار النظارات الشمسية والطبية بداخل العلامات التجارية المشهورة لتلبية احتياجاته بها في أوقات الحياة اللطيفة،ويحرص البعض على أن تتوافق نظارته مع ألوان الملابس التي يرتديها، ويسعي لشراء أكثر من لون من تلك النظارات سعيًا لتناسب ملابسه المُختلفة بأذواقها الجذابة.
ولكن السؤال الذي يُعد أكثر أهمية في وجهة نظري، مهما امتلكت وحصلت على أكثر من نظارة بأشكالها العصرية المتنوعة !، هل فكرت في ثمن شراء نظارة الحياة ؟ ، تلك النظارة التي تجعل لحياتك منظور خاص ذو منظر خلاب وأكثر جاذبية !، وهل سعيت يومًا ما بأن تحصل عليها؟!!!
هذه الأسئلة تبادرت في ذهني في إحدي المرات التي كانت بداخلي لهفة غير طبيعية لأشتري نظارة شمسية جديدة ذات شكل خاص ولم يرتديها أحد من قبل !، وجدث في هذه اللحظة كمًا من الأسئلة احتلت وجداني ..هل أملك النظارة التي تساعدني على رؤية حياتي من منظور رائع؟!، هل تسارعت يومًا لإمتلاكها بنفس االلهفة التي كانت لدي أثناء شرائي النظارة الشمسية !!.
جلست أفكر في إجابات هذه الأسئلة مرارًا وتكرارًا للوصول إلى إجابة مُرضية ومُطمئنة بالنسبة لي .. وكم شخصًا يملك مثل هذه النظارة وماهو المطلوب منه لامتلاكها لتساعده على استكمال حياته بطريقة مريحة مليئة بالرضا والسعادة ولا يقف أمام كل شيء لا شيء !!
وبتفكير شديد، لا أجد سوي أننا جميعًا نملك مثل هذه النظارة المجانية التي وهبها الله لنا لنري الوجود جميًلا والحياة في أحسن صورة منذ لحظات ميلادنا !، ولكن كان الفرق الوحيد بين هؤلاء البشر هو فقط :" حسن الاستغلال وكيفية تحقيق الاستفادة !"
هناك من يرتدي هذه النظارة صباح كل يوم ولا يري إلا أرضًا بور لا أمل في زراعتها ولا تحقق أي فائدة حقيقة، بالإضافة إلى تكرار هذا المنظر صباح كل يوم !، وفي الجهة المُقابلة هناك من يري بنظارته حديقة وردية، متفتحة أزهارها، تبعث الأمل في نفسه، تشجعه على زيادة عدد زهورها، والحرص على جعل كل ماهو جميل يزداد جمال وساحر للعيون !
الفرق بين هؤلاء الشخصين، أن أحدهم نظر إلى السلبيات ودقق فيها، يفكر فيما ينقصه دون سعي في الحصول على بدائل أو حلول، يستمر في الشكوي ويظن أنها جزءًا من النجاة، ولكن الحقيقة التي لا يسعي إلى اكتشافها ويَسعد بإخفائها عن ذاته بمزيد من الوهم بأنه ليس سببًا في كل مايحدث ويملك الكثير من الحظ السيء ! ، فيضيع وقته وعمره دون جدوي وأثر حقيقي !
أما الآخر يرى أن كل صباح فرصة تأتي إليه من الله عز وجل، فيتوكل عليه ويبذل الجهد لاستغلالها أحسن استغلال، يفكر دائمًا في كيفية إنماء وتطوير نفسه، وجعل تجاربه السابقة خير معين له في حياته القادمة، مُتسامحًا مع إخفاقاته، ولديه قناعات راسخة أن عقبات الحياة فترات منها ستمضي وما عليه إلا الصبر واستخدام الحكمة في التعامل معاها قابلاً كل ما يحدث بإيمان شديد أنه سينتهي بإستفادة خبرة جديدة لم يكن يعرفها من قبل، وأن الشعور هو مصدر لمعلومة ورسالة ما يريد الله أن يرسلها له لاستكمال رحلة الحياة وترك كل ماهو طيب وراءه، ومتذكر جيد لمقولة العالم الجليل مصطفي محمود: "إن قيمة الانسان الحقيقة هي ما يضيفه مابين ميلاده ومماته"،.. أخيرًا أنت عزيزي القارىء من تملك الاختيار ! .. وتملك أيضًا الطاقات التي تجذب بها كل ماتريده لترى آثرك ورسالتك المُلمهة للآخرين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اشتريتي النضاره ي دينا في الاخر ولا لأ😂♥️✨