التنظيم والترتيب أكثر من كافي لإبقاء الأمور تحت السيطرة. حتى المشاكل الكبيرة إن خصصت لها الوقت الكافي ستُحل.

تشعر أحياناً أن العالم سينتهي من كثرة المهام من كل مكان، ضغط في العمل مع ضغوطات العائلة والمجتمع والرغبة في التعلم وتطوير الذات، مع قلق من عدم توفر الوقت الكافي وبطبيعة الحال الرياضة والهوايات تُلغى تلقائياً بين زحام كل تلك الأمور، وفي معظم الأحيان ينتهي بك المطاف إلى الإحباط والملل ولا تحل أي مشكلة ولا تنجز أي مهمة.

ما السر في هذا كله ؟! ولماذا نجد حولنا أشخاص ناجحين لديهم الطاقة والوقت الكافي للتعامل مع كل هذا وأكثر !؟


السر بكل بساطة هو ترتيب الأولويات وتنظيم الأفكار.


نعم قد يبدو الأمر سهل للغاية وبديهي ولكن عندما تبدأ ستجد أنه ليس بتلك السهولة والاستمرار به يتطلب الإصرار والرغبة القوية ولكنه يبقى استراتيجية فعالة و متَّبعة من قِبل الكثير من الناجحين والمؤثرين حولنا. وسنذكر الخطوات بالترتيب لحل تلك المشاكل والتخلص من الضغوطات:


اولاً: خصص وقت لتنظيم أفكارك وأعمالك.

يجب أن نعرف أنه هناك نوعان من المهام، القصيرة التي تُنهى خلال بضع ساعات والطويلة التي تحتاج أن تُوزع على بضعة أيام. سجل حتى طموحاتك و غاياتك البعيدة أولاً لأنها ستكون بمثابة بوصلة لمسيرتك و ستذكّرك في كل مرة تريد أن تستلم فيها مهمة أن تحرص على أن تكون تلك المهمة تصب في صالح غايتك.

والقسم الآخر هو المهام القصيرة والمهام اليومية، اكتبها مفصلة مع الوقت الذي تستغرقه وكل ماتحتاجه تماماً واكتب حتى واجباتك المنزلية. ونظم المهام إلى أقسام منها القصير لمرة واحدة ومنها القصير المتكرر يومياً والنوع الثالث والأخير الطويل الذي يمكن توزيعه على بضعة أيام. ولاتنسى أن تخصص وقت كافي للراحة لأنك إن لم تكن مرتاح لن تستطيع إتمام المهام أو على الأقل لن تتممها بطريقة مثالية. وتذكر أن لا تترك مهام مفتوحة لأن الأمر سيشغل بالك و يشتت أفكارك ولن تعرف متى يمكن أن تعود الحاجة لإغلاق تلك المهام وتجبرك أن تأخذ من أوقات مهام أخرى.

وأخيراً رتب تلك المهام والأفكار بشكل منظم ومفهوم بالنسبة لك، ولأن هذا التنظيم سيكون بمثابة دليل مفصل لمساعدتك وإرشادك في حياتك.


ثانيا: اكتب المهام اليومية على ورقة.

اكتب مهام كل يوم على ورقة ورتبها حسب الأولوية مع مراعاة ساعات النهار التي تكون أنت فيها بكامل نشاطك وحيويتك. والأهم أن تضع وقت لإنهاء كل مهمة حتى لا تأخذ منك وقت أكثر من اللازم فتكون قد أخذت من وقت مهام أخرى. وبإمكانك أيضاً ترتيب المهام حسب الجهد التي تتطلبه كل مهمة والأفضل أن تبدأ بالصعب أولاً ثم الأقل صعوبة فالأقل إلى أن تصل إلى المهام الأسهل في نهاية النهار.


ثالثاً: لاتشتت نفسك

احرص جداً على عدم تدخل المهام ببعضها وانهي كل مهمة في وقتها المحدد حتى وإن لم يتسع يومك إلى كل المهام اللازمة بإمكانك أن تنقل بعض منها إلى اليوم التالي، لأنك بالفعل كنت قد رتبت المهام مسبقاً حسب الأولوية وبالتالي يمكنك بكل سهولة نقل مهام ليست ذات أولوية إلى اليوم التالي. لأن تداخل المهام ببعضها ومحاولة القيام بعدة مهام في نفس الوقت يشتتك ويستغرق منك وقت وجهد أكبر وربما لا تستطيع الانتهاء منهما.

تذكر دائما أن الغاية هي إغلاق المهام وإتمامها وليس العمل عليها. مهام قليلة منتهية في آخر اليوم خير من ألف مهمة قد عملت عليهما معاً ولم تنهي أياً منهما.


رابعاً: اطلب المساعدة

لاتتردد في طلب المساعدة من أحد يمكنه المساعدة في حال احتجت إليها و بإمكانك أيضاً توكيل مهام إلى فريلانسرز من الانترنت فهو مليء بالأشخاص الجاهزين للمساعدة بشكل مأجور أو غير مأجور حتى. أنت فقط بحاجة إلى أن تطلب منهم. وهذا سيوفر لك بعض الوقت لتقوم بمهام أخرى أو للعمل على تطوير ذاتك وتعلم مهارات جديدة.


خامساً: النفسية والرضا

لاتقلق إن لم تنجز الكثير من المهام في اليوم الواحد فقد تكون مهامك كبيرة وربما لأنك لم تعتد الأمر بعد ولكن مع الوقت والممارسة ستجد أن حياتك منظمة وتعرف تماماً ما يجب عليك القيام به يومياً. وانجازك للمهام وتسليمها كفيل بإعطائك الشعور بالرضى والسعادة. وعندما يكون عندك الوقت الكافي لهواياتك وللرياضة هذا أيضاً سيكون له أثر إيجابي على نفسيّتك وإنجازك. وسيبقى لك الكثير من الحماس والطاقة لإنجاز المزيد.

التنظيم والترتيب أكثر من كافي لإبقاء الأمور تحت السيطرة. حتى المشاكل الكبيرة إن خصصت لها الوقت الكافي لحلها ستُحل وتجد أن العمل والحياة اليومية ما هي إلا مهام صغيرة يجب إنجازها بكفاءة واستمتاع وتصب كلها في صالح تحقيق ذاتك وطموحك.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يزن تركاوي

تدوينات ذات صلة