هابيل.. الديناصور القاتل.. عاش قبل 98 مليون عام فى الواحات البحرية المصرية

ديناصور «هابيل المصري»83921080121591580



نجح فريق بحثي التابع لـ «مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية» والشهير باسم «سلام-لاب»، فى اكتشاف وتوثيق حفرية للديناصور القاتل «هابيل»، والذي عاش فى مصر منذ ملايين السنين.


وثق فريق دولي بقيادة علماء من مصر حفريةً تُعد أقدم تسجيل لعائلة ديناصورات "هابيل" من مصر وشمال أفريقيا. الحفرية المُكتشَفة تعود إلى ديناصور عاش في الواحات البحرية قبل 98 مليون سنة، وهو ديناصور مفترس، يشبه إلى حدٍّ كبير ديناصور "تي ريكس" الشهير الذي كان أحد أكثر الحيوانات المفترسة شراسة على وجه الأرض، وكان يهيمن على أمريكا الشمالية خلال أواخر العصر الطباشيري منذ 68 مليون سنة.


الاكتشاف الجديد -الذي عُثر عليه في إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وباحثين من وزارة البيئة المصرية- عبارة عن فقرة كانت مُغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل، وبالدراسة التشريحية المفصلة، التي استغرقت عدة سنوات، تبيّن أنها تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم.


كشفت الفقرة المكتشفة عن صفات تشريحية مميزة تكفي لبيان أنها تنتمي إلى فرد من عائلة الديناصورات التي تسمى أبيلوصوريات (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل"، تكريمًا للعالِم الأرجنتيني روبرتوا هابيل (Roberto Abel) الذي اكتشف أولى حفريات هذه العائلة في عام 1985.


تتميز الديناصورات المنتمية إلى عائلة "هابيل" بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة والكبيرة، وتخرج من فكها أسنان حادة أشبه بنصال السكاكين، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلةً عضليةً ضخمة تساعدها في الهجوم والافتراس، ورغم قصر طرفيها الأماميين لدرجة الضمور، إلا أنها كانت من بين الأشرس على الإطلاق.


ديناصور «هابيل المصري»31200262276621650


هابيل.. الديناصور القاتل


سبق اكتشاف وتسجيل عائلة ذات الديناصور من قبل فى أوروبا وعدد من دول أمريكا اللاتينية وتلك هى المرة الأولى التي يتم فيها العثور على «هابيل المصري». وبدأ العمل عليها منذ عام 2016 باكتشاف فقرة لرقبة الديناصور، وذلك خلال الزيارة الاستكشافية لعلماء المركز بالتعاون مع علماء وزارة البيئة المصرية. واستغرق العمل على «فقرة الرقبة» أعواما طويلة ما بين ترميم الحفرية وتنظيفها من رواسب الحديد والرمال، والتي أسهمت بشكل كبير فى الحفاظ على «الفقرة» من التحلل طوال ملايين السنين.


كم تمت دراسة «الفقرة» ومقارنتها بما سبق اكتشافه دوليا، اعتمادا على تقييم كبار العلماء واعتمادا على الذكاء الاصطناعي لمطابقة الوصف التشريحي للحفرية بما سبق اكتشافه من قبل دوليا.


يقول الباحث بلال سالم، الباحث الرئيسي للدراسة والمعيد بجامعة بنها وعضو فريق «سلام لاب»: «أن منخفض الواحات البحرية من أكثر أماكن القارة الإفريقية ثراء بالتراث الطبيعي وحفريات الديناصورات.


ويضيف سالم، المبتعث حاليا لجامعة أوهايو الأمريكية: «بالرجوع للكشف الجديد فإن الحفرية المكتشفة هى الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم.


ورغم عدم العثور على باقي الهيكل طوال الرحلات الاستكشافية لذات المنطقة، إلا أن تلك (الفقرة) كانت كافية ومحفوظة بشكل جيد ومحاطة برواسب المعادن وهو ما مكنهم من استنتاج كافة المعلومات الهامة بعد ترميمها.


ولحسن الحظ، فإن هذا النوع من الفقرات تجمع من الصفات التشريحية ما يكفى ليوضح أنها تنتمى لفرد من عائلة من ديناصورات «هابيل» نسبة للعالم الأرجنتيني روبرتوا هابيل، Roberto Abel، الذى اكتشف أول حفريات تنتمى لهذه العائلة.


وسبق لعدد من الفرق البحثية الدولية اكتشاف ديناصورات من تلك منطقة، من أبرز أعلامها العالم الألماني أرنست شترومر عام 1915، والذي ألف كتابا بعنوان (ديناصورات مصر المفقودة)».


وتتميز تلك الديناصورات بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة، ومتوسط طولها 6 أمتار وأسنانها حادة أشبه بنصال السكاكين، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة تساعدها فى الهجوم والافتراس، ورغم قصر طرفاها الأماميان لدرجة الضمور، إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق.


ويضيف سالم أن هذا هو أول كشف لفريق بحثي مصري بالصحراء الغربية كما أنه أول تسجيل لديناصور «هابيل» بالواحات البحرية.


ويقول دكتور هشام سلام، المشرف على الدراسة ومؤسس «مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة» والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: «قبل نحو 98 مليون عام كانت تعرف الواحات البحرية بـ (واحة الديناصورات) والتي عاشت على طول ضفاف نهر العمالقة وسادت بينها صراعات دامية سواء من الديناصورات الضخمة آكلات اللحوم أو آكلات العشب».


ومن جانبها، صرحت سناء السيد النائب السابق لمدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وطالبة الدكتوراة بجامعة ميتشجان الأمريكية والمؤلف المشارك بالدراسة: «اكتشاف هذه العائلة الجديدة من الديناصورات من الواحات البحرية يؤكد ان أرض مصر ما زالت تحوي الكثير».


يذكر أنه عندما قام مستكشفو القرن العشرين بالتنقيب فى الواحات البحرية، فوجئوا بالعدد الكبير لهياكل الديناصورات آكلة اللحوم بالمقارنة مع تلك الديناصورات العاشبة التي استوطنت المنطقة.


فلقد تمكن العلماء من اكتشاف حفريات لهياكل شبه مكتملة لثلاثة ديناصورات آكلة للحوم هي «سبينوصورس»، وهو أضخم ديناصور مفترس عاش على وجه الأرض. و«كاركردونتوصورس» و«بحرياصورس»، بالإضافة لديناصور آكل للعشب هو «إيجيبتوصورس».


ومنذ ذلك الحين وحتى بعد أن دمرت الحفريات الأصلية لتلك الديناصورات فى الحرب العالمية الثانية، لم يتم الكشف عن أية ديناصورات تنتمي لهذه المنطقة، حتى تمكن فريق أمريكي فى مطلع القرن الحالي من اكتشاف ديناصور عملاق آكل للعشب سمى «باراليتيتان»، لتظل بقية وحوش أرض الواحات من الديناصورات آكلات اللحوم مطمورة فى الصخور.


نشرت الدراسة بدورية الجمعية الملكية للعلوم المفتوحة، وتسهم مثل هذه الكنوز فى تغيير رؤيتنا لتاريخ الحفريات الفقارية فى العالم ولذلك لا يكف مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية عن الانطلاق فى الرحلات الاستكشافية فى كل ربوع مصر.


ديناصور «هابيل المصري»44482204228059600
ديناصور «هابيل المصري»3333460643035169


ديناصور «هابيل المصري»17200765583980582





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة