تأثير تيك توك على الصحة النفسية للجيل القادم

البشر مخلوقات اجتماعية وبحاجة إلى رفقة وصحبة لبناء الحياة. كيف ستوثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للجيل القادم

البشر مخلوقات اجتماعية وبحاجة إلى رفقة وصحبة لبناء الحياة. بل أن السجن واحد من أقدم العقوبات التي عرفتها البشرية. صحتنا العقلية وحالتنا النفسية تعتمد بشكل كبير على مقدار تواصلنا مع الاخرين. يمكن للتواصل الاجتماعي ان يخفف من التوتر والقلق والاكتئاب بالإضافة الى زيادة تقدير الذات. بينما يمكن للعزلة الاجتماعية في بعض مراحلها ان تؤثر على صحة الانسان العقلية والعاطفية.

في عالم اليوم، نعتمد كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي (مثل Facebook وTwitter وSnapchat وYouTube وInstagram) لتعويض الحاجة الى الحياة الاجتماعية. ولأن هذه المنصات الإلكترونية لا يمكن ان تكون بديلاً للتواصل البشري في العالم الحقيقي. فإن استخدمنا لها يجعلنا –في الحقيقة- نشعر بمزيد من الوحدة والعزلة عن الحياة الحقيقة. وبسبب ذلك، يزيد استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن الحياة الاجتماعية التي فطرنا عليها. مما يعني عزلة أكبر وأكبر. وهكذا تستمر الدائرة.

مع ان مواقع التواصل الاجتماعي لها الكثير الفوائد التي لا يمكن الاستغناء عنها. وليس هنا المجال لذكرها وسردها. إلا ان الممارسات الخاطئة لمواقع التواصل الاجتماعي قد تؤدي الى ظهور بعض الامراض النفسية والصحية. وقد اثبتت بعض الدراسات الحديثة صلة قوية بين الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والوحدة وإيذاء النفس وحتى الأفكار الانتحارية. ولكن اهم 6 طرق وأساليب يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي ان تؤثر فيها على حياة الجيل الجديد هي:

1. رفض حياته الحقيقة. محاولة تقليد الاخرين على مواقع التواصل الاجتماعي قد تؤدي الى رفض الحياة الحقيقة. والتقليل من قيمتها. وفي أحيان أخرى يميل المراهقون الى تصنع حياة غير حقيقة في محاولة لمواكبة ما يراه عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
2. هوس متابعة كل جديد. قد يكون هذا الهوس موجود منذ زمان بعيد. إلا ان مواقع التوصل الاجتماعي قد تسببت في تفاقم هذا الهوس. بالإضافة الى زيادة الحاجة الى متابعة كل جديد حول العالم. يعتقد بعض المراهقين ان عدم متابعة كل جديد يثير القليل ويؤثر بشكل سلبي على صورتهم الداخلية واحترامهم لذاتهم. هذا الهوس يجبر المراهقين على التقاط الهاتف كل بشع دقائق للتحقق من وجود تنبيهات او اخبار جديدة. ولكن من أكبر الاثار السلبية لهذا الهوس هو إعطاء الأولوية للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي على علاقات العالم الحقيقي.
3. الوحدة والعزلة. وجدت دراسة من جامعة بنسلفانيا أن الاستخدام المفرط لـمواقع التواصل الاجتماعي يزيد إلى حد ما من الشعور بالوحدة. وفي نفس السياق، وجدت الدراسة أن التقليل من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يقلل من شعور المراهق بالوحدة والعزلة.
4. الاكتئاب والقلق. يحتاج البشر إلى الاتصال وجهاً لوجه. لا شيء يقلل من التوتر والقلق ويعزز المزاج بشكل أسرع وأكثر فعالية من التواصل المباشر مع شخص يهتم لأمرك. كلما أعطيت الأولوية للتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية كلما زادت احتمالية إصابتك باضطرابات المزاج أو زيادة القلق والاكتئاب.
5. التنمر الإلكتروني. أفاد حوالي 10 في المائة من المراهقين أنهم تعرضوا للتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي. مستخدمي مواقع التواصل يتعرضون لتعليقات مسيئة وأكاذيب جارحة وسوء معاملة باستمرار.
6. فقدان الهوية. متابعة العديد من الحسابات والكثير من التخصصات و (الترندات) يؤدي الى فقدان الهوية. بين الطبخ والأزياء والموسيقى والثقافة والكثير الكثير من الاهتمامات. يصبح المراهق تائه وضائع يبحث عن صورته التي بناها بناء على الحسابات التي يتابعها.

مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر جديدة على الحياة البشرية. ولكنها بكل تأكيد اثرت على كل نواحي الحياة (التجارية والسياسية والنفسية والصحية ...الخ). لك أن تتخيل انه تم إطلاق تويتر وفيسبوك بين عامي 2004 و2005 فقط. بينما تم إطلاق سناب شات و انستقرام بين عامي 2010 و2011.

احتجنا أكثر من 10 سنوات لاكتشاف بعض التحديات والمشاكل النفسية والصحية التي تسببت بها مواقع التواصل الاجتماعي القديمة. كم نحتاج من الوقت نحتاج لنكتشف الاثار الجانبية لتطبيق تيك توك الذي بدأ قبل 4 سنوات فقط. ويسيطر اليوم على كل الشبكات الاجتماعية. من حيث عدد المستخدمين وكذلك من حيث مدة بقاء المستخدم في التطبيق ومدة مشاهدة الفيديوهات من داخل التطبيق. في تيك توك كل شي مختلف. الجميع مشهور والجميع يشارك في التحديات والجميع يبث بشكل مباشر والجميع يدخل في مسابقات التيك توك. لذلك وبكل تأكيد ان الأثار التي سوف يخلقها تيك توك لن تكون مشابهه لتلك المشاكل التي خلقتها الموجه الأولى من مواقع التواصل الاجتماعي.