في هذه التدوينة، أجيب عن سؤال: لماذا لم أعد أكتب؟

وصلتني رسالة باكراً اليوم من فتاة اسمها على الأغلب غدير من فلسطين، تقول أنها كانت تترد على حسابي لتقرأ ما أكتب، وأنها منذ فترة لم تعد تجد جديداً تقرؤه، أخبرتني أنها كانت تحب نصوصي وتقتطع منها يدفئ قلبها -قالت ذلك بالضبط- وتتساءل عن سبب انقطاعي عن الكتابة.


هذا النص هدية لك، كي تجدي نصّاً جديداً تقرأينه في صفحتي، والواقع أنني لم أتوقف عن الكتابة، وهل يستطيع المبتلى بالكتابة أن يستقيلا؟ لكن يبدو أنني فقدت الرغبة في النشر.


دعيني أخبرك لماذا لا أنشر ما أكتب،


إنني يا غدير في منتصف كل شيء، في العام هذا عملت في ثلاث أماكن، في مهنتين مختلفتين، تعرّفت على عشرات الأشخاص بل أكثر، و أخوض الكثير من التجارب، على كافّة الأصعدة، بقلب جامح و روح يافعة، لكن تجاربي لم تنضج بعد، ولم تؤت أكلها، ولست بصدد حمل أحد على تبني أي وجهة نظر.


لا أستطيع الكتابة يا غدير دون أن أضع شيئاً مني في النص، ثم أحسست أنني بتّ مكشوفة، حاولت أن أكتب نصوصاً دون أن أبوح بأن طولي 170 سم، أو أنني أحب الموكا الساخنة، أو أنني أتقن السباحة ولم استطع أن لا تسيل نفسي بين السطور.


لا أحب الدفاع، لا الدفاع عن الصيدلة ولا السمراوات ولا الكاريرشيفترز ولا محبي النخاعات ولا الإناث، أتعامل مع انتماءاتي كحقائق دون محاولة لإقناع أحد بأي شيء، لا أرغب بإثارة الجدل، لا خوفاً منه بل إحساساً بإن الدفاع يعني وجود اتهام، وأنا لا أعترف بهذه الاتهامات، أي احمق هذا الذي يظن السّمار دمامة؟


لكنني لا أشفى من الكتابة، أكتب على باب الخزانة، أو ورقة الرزنامة، في رسائلي إلى الأصدقاء، و أظنني لو حباني الله بمزيد من الطلاقة لكنت شاعراً ولهاناً لا يكفّ عن التأوه و التشكّي، أو غزل الصور الشعرية التي تذيب القمر و تصبّه في لمعة عيونها، أرى في تصاريف الحياة مادة ثرية للكثير من الحكايات، و من الأحداث ما لا يمل من السرد، أرى خيوطاً شفافة تربط الأفكار و العلوم والأشخاص، أبثها في نصوصي عندما يثقل الحمل.


لن أتوقف يا غدير، لأجلي و لأجلك ولأن الكلمة الطيبة جذرها في الأرض وفرعها في السماء، ترقّبي مزيداً من البوح طالما هنالك مستمع.


مع أحرّ التحيّات.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ضيفيني مع غدير😆❤
رااائعة🌸💓

إقرأ المزيد من تدوينات سوار الرماضين

تدوينات ذات صلة