لإن الصباح الجميل يضمن يوماً أفضل حتماً! بعض النصائح لصباحات أفضل و بالتالي أيامٍ أفضل!
أتذكر تماماً أنني عندما كنتُ أصل راكضة متأخرةً بعشر دقائق إلى المحاضرة لا أدخل إليها، أمر بجانب القاعة في طريقي إلى الكافتيريا لشراء القهوة و الجلوس في ساحة الكلية، ساعات الصباح هذه لي لا أحب أن أبدأ يومي على عجل فأحس أنني أركض حتى انتهاء اليوم!
صباح الخير ، هذه المدوّنة تتحدث عن جمال الصباح، فإن كنت ممن يستيقظون ظهراً أظنّ أنها لن تعجبك! ، بحكم أن أعمالنا تأخذ أكثر من ثلث أيامنا، و أن المساء غالباً للعائلة و انجاز ما على المرء منّا من أعمال، فلم يبقَ وقت خالص لي إلّا الصباح! نصف ساعة كلّ صباح أشرب بها نصيباً من الكافيين، أذكر فيها الله و أحمده، أدندن فيها بأغنيّة أحبّ، أو أستمع فيها لبودكاست مفضّل. هذا هو الوقت الذي أسرقه لي تماماّ.
تالياً بضع أفكار لابتداء يومٍ جميل:
واذكر ربّك إذا نسيت
اليوم الذي يبدأ بذكره تعالى لا قلق فيه، تحسّ بأن الله يحميك و ييسر لك الخير مهما بدا متنكّراً بقناع شر، أستمع عادة لأذكار الصباح بصوت محمود الرفاعي، قد لا يسعف أحدنا أن يستمع لها كاملة أو أن يقرأها كاملة فلا بأس!، كل ما عليك فعله هو أن تذكر الله إذا نسيت، هناك أدعية جامعة مانعة لا ضير لو احتفظت بها في هاتفك أو على مكتبك، تتوكّل بها على الله في يومك و تستعينه و تستهديه لتحس باقي اليوم أن هنالك من يؤازرك.
صبّح صبّح يا عمّ الحج
إن ألطف ما يمكن أن يفعله أحدنا صباحاً في منزله أو عمله هو أن يقول صباح الخير!، على بساطة هذا الفعل إلا أنه يبسط الود بين الناس، صباح الخير للأب و الأم و أهل المنزل، صباح الخير لحارس العمارة لزملاء العمل و لبائع القهوة، أُشفق على من يكفهر وجهه لثلاث ساعات متتاليات كل صباح تذرّعاً بأنه "لسه صاحي" ، كم ساعة ستضيع من عمرك مكفهراً لأنّك لسّه صاحي؟، كما أن تبسمّك في وجه أخيك صدقة فإن تمنّي صباحاً خيّراً لمن حولك هو جوهر إفشاء السّلام و تبادل الاحترام، صَحصِح يا أخي!
غنّيلي شوي شوي
أفكّر أحيانا كيف استطاعت فيروز أن تزرع لنفسها مكاناً ثابتاً في صباحاتنا، كيف لها أن تصبّح على قلوبنا و أسماعنا كلّ يوم عندما تقول "حبيتك تنسيت النوم!" أو كيف تذكّرنا بكل الأحبة دفعة واحدة بقولها "وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان"، قد تتسلّّل إلى صباحي أغنيات أخر، لفرق حديثة أو حتى بلغات أجنبية ، أختارها أحيانا بعناية أو أترك الأمر "للتساهيل" لكن الأغنيات الصباحية جزء أصيل من الصباحات الجميلة.
بودكاست؟
بعد ما استفيق جيّداً يكتمل صباحي إذا استمعت لبودكاست عظيم يثري عقلي لأكمل يومي بذهن متفتّح و مستعدّ لمراوغة الحياة، أقرب البودكاستات إلى قلبي هي سلاسل الدكتور خالد اليحيا و بالطبع بودكاست ساندويش ورقي، هناك بالتأكيد خيارات كثيرة في البودكاستات في كل المواضيع التي قد تهمّك، لا بأس بقليل من الجهد في البحث عنها و اختيار ما ستستمع له في الصباح القادم!
"الي عليك عليك"
خمس دقائق صباحية تنظّم فيها مهام يومك توفّر عليك ساعات من الضياع و محاولات لمّ شتات يومك! تستطيع الاستعانة بتطبيق على الهاتف أو بدفتر يومياتك أو حتى لو رتبت يومك في ذهنك فقط، هذا من شأنه أن يجعل يومك ثم أسبوعك مُنجزاً و واضحاً و بالتّالي حياتك! و ما لاحظته بالنسبة لي أيضاً أنني إذا كتبت ما علي فعله كل يوم ووزّعت مهاميّ مهما كانت بسيطة ابتداء بإلقاء القمامة وليس انتهاءً بتقديم امتحان مهم، فإنني ألقي عن عاتقي قلق محاولات السيطرة على الأمور و على الوقت! مما يجعلني احس بأن أيامي أكثر انسياباً و أقل تعسّراً.
اقرأ
إن ما يجعل الناجحين ناجحين ليست فقط مواهب فذة ولا قدرات خارقة، بل عادات بسيطة قيّمة و ثابتة. ادخل القراءة إلى أيامك و ابدأ التّمتع بأفكار ثرية و ملوّنة، بمنظور جديد للأشياء، بالكثير من الأصدقاء الجدد و تشذيب أكبر لشخصيّتك!، ليس عليك أن تقرأ ستّاً و ستّين كتابا في الشهر، إقرأ بشكل قليل و دائماً، والماء يحفر الصخر بالدأب لا بالعنف.
هذا بعض مما أحاول الاستمرار عليه في صباحاتي، بالطبع قد لا يفعل أحدنا كل شيء كلّ يوم ولكننا نحاول، ثم أنها مجتمعة قد لا تأخذ أكثر من ساعة في يومك! أسعد الله صباحكم بكلّ خير .
التعليقات