اعتدل في كل شيء، في مشيتك وفي صوتك، وتوّسط في كل شيء، في إنفاقك وفي ادّخارك، أمّا في تميّزك، فاسمُ وحلّق.

اتخذ من الاعتدال مبدأً لك، اجعله دستوراً لك تهتدي بقوانينه في جميع أمورك الحياتية، ومنقذاً لك من رذائل التعصب والتشدد.

لا تجعل من الأطراف موضعاً لقدميك، فالأطراف دائماً ما توقع بصاحبها في هاوية التطرف، أما الابتعاد عنها فيؤيك في أمان الوسطية.

فلا تحصر الاتجاهات شمالاً أو جنوباً، ولا ترَ الألوان سواداً أو بياضاً، فالاتجاهات عديدة، ودرجات الألوان متفاوتة.


فوازن بين كفّتيك، واعتدل:


اعتدل في عطائك:

فلا تعطِ كل ما لديك فينفد عطاؤك، ولا تبخل بما عندك فتمسك به.


اعتدل في كلامك:

فلا تفشِ أسرارك فتُكشَف أوراقك، ولا تعقد لسانك فيُساء فهمك.


اعتدل في جنونك:

فلا تستسلم له فيهذي عقلك، ولا تصدَّنّه بالكامل فينطفئ إبداعك.


اعتدل في طيبتك:

فلا تبذِّر بها فيُستغَلَّ حُسنك، ولا تقتر بها فيقسو قلبك.


والأهم من ذلك كله، أن تُعادِل ما بين قلبك وعقلك:

فلا تخضع لقلبك تماماً فيجرِّدك من فكرك، ولا ترضخ لعقلك كليّاً فيُعرّيك من مشاعرك.


واعتدالك لا يعني بالضرورة عدم تميّزك، أو إبقائك متأرجحاً ما بين القمة والقاع،

فاعتدل في كل شيء إلّا في تميزك، توسّط في كل شيء إلّا في نجاحك.

لا ترضَ أبداً بأنصاف الحلول، ولا تقبل أبداً بأنصاف المراتب.

فاصعد أعلى القمم وتسلّق أطول السلالم في سبيل تفوقك.

حلِّق في أقصى ارتفاعات إبداعك، واسمُ في آفاق إنجازاتك.


ولا يشترط اعتدالك انصياعك مرة إلى هذا ومرة إلى ذلك، ولا يؤدي اتزانك إلى تزعزعك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء،

بل يعني تفهمك لكل الآراء مع اختلافها، وتعاملك مع كل الأمزجة مع تلوّنها.

بل ويميّزك أيضاً بقدرتك على تقبل أفكار الجميع مهما كانت متضادة مع أفكارك، وتكيّفك مع مختلف الظروف مهما عليك صَعُبت.




رغد زايد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رغد زايد

تدوينات ذات صلة