كثيراً ما نسمع عباراتٍ مثل: "لقد وصلت إلى نهاية الطريق" أو "عالقٌ أنا.. فما من مخرج" أو "طريقي طريقٌ غير نافذ"، لكن:
في الحقيقة، ما من طريق غير نافذ، فكل الطرق مؤدية، ولو بدا عكس ذلك.
ما من مشكلة خُلقَت بحلٍّ واحد، وما من طريق شُقّت بمخرج واحد.
مهما كانت النجاة تبدو مستحيلة، مهما صَعُبَ عليك الأمر، ومهما كنت يائساً،
حتماً هنالك مخرج نحو النور، حتماً ستجدُ بصيص أمل، ستهتدي إلى عتبة تفاؤل تؤدي بك إذْ تجاوزتها نحو برّ الأمان.
فإذا شعرتَ يوماً أن النهاية قد حلّت، أو أن الدنيا قد أظلمت، أو أن الألغام على دربك قد زُرِعَت،
إذا ظننت أن سُبل الحياة بك عصفت، أو أن طرقها بك ضاقت، أو أن مرتفعاتها بك رمت،
إذا نظرت يوماً أمامك فلم ترَ غير جدارٍ كبيرٍ من الطوب المتراصّ،
تذكر مدى رغبتك ببلوغ ما يستتر خلف ذلك الجدار، وشُقَّ دربك بيديك العاريتين، واجرِ نحو حلمك ولو حافيَ القدمين..
تسلق ذلك الجدار
حطِّم ذلك الجدار
أو احفر نفقاً تحته..
فإذا لم يُجدِ ذلك نفعاً، استجمع قواك، واخطُ بضع خطوات نحو الوراء،
لاحظ أين ارتكبت خطأً، أين فوّتَّ تفصيلاً، وأيُّ منعطف أضلّك عن سبيلك..
ثم أعِد رسم خارطتك..
وإن لزم الأمر، أعِد ذلك مراراً وتكراراً، فالخرائط تتغير، والصفائح التكتونية تتباعد..
فلا يزعجنّك تغير الخطط، ولا ترتبك إذا لم تجرِ الأمور كما في الحسبان.
وابقِ في بالك أنه، أحياناً، لا ضير من الرجوع إلى الوراء..
فلا تخَفْ إذا انعكس المسار، ولا تبتئس إذا انقلبت النهاية بدايةً،
لأن النهاية في أصلها بداية جديدة،
فنهاية ظلمة الليل بداية بزوغ نور النهار،
ونهاية عواصف الشتاء بداية تبرعم الأزهار.
وعند انتهاء رحلة الطائرة يبتدئ المشوار
وفي نهاية التحقيق، غالباً ما تُكشَفُ الأسرار
والمحاق رغم ظلمته يخضع للأطوار،
فوسِّع أزقّة دربك بالأمل، واسبح ولو عكس التيار.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
موضوع جميل حقًا و"ملهم" ، لفت انتباهي اسلوب الطرح العفوي وكأن الكلمات تخاطب قارئها وجهًا لوجه، شكرا جزيلا استاذة رغد
كل الشكر لدعمك منتصر
لا ياس مع الحياة