كثيرا ما تجول في خاطري الافكار السلبية، ولكن اليوم قررت ان اتخلص منها في الكتابه ومشاركة ذلك معكم.. اتمني ان تنال اعجابكم

ويبقي ذلك اليوم بتاريخه عالق في ذاكرتي، كأن الحياه توقفت بي عنده، بدأت قصة معاناتي مع الحياه، وتلقي صفعاتها عن كثب، لم يعد هناك جدار صلب أتكئ عليه، لم يعد هناك يد تمسكني، الأيادي جميعها تخلت عني، وبت وحدي أمام المعارك أعاني، وفي ذلك اليوم فقدت عكازي، رحل أبي ورحلت الحياه معه، شعور يشبه الانتهاء والذهول والجنون من كثرة الألم، شعرت وأن إضاءة البيت خافتة، غمرتنا العتمة، وأصبحنا ندفع فاتورة العتمة من أعمارنا، مات أبي وماتت معه النصيحة والأمن والأمان، وظلت أمي تحارب من أجل توفير الأمن مره أخري لنا.


لم أكتب عنك منذ مدة، وما كان ذلك انشغالا ولا تناسيا، غير أن القلم يرفض أن يكتب عنك بضمير الغائب، فقد جعلت كل من حولي يعاني بسببي، تعرضت لصدمات عدة، لم استطع تخطيها حتي قمت بزيارة طبيب نفساني واخصائي لمواجهة مشاكلي، كنت اعاني من فرط تفكير و اكتئاب حاد فانقلب معي في بعض الأوقات للعزلة والابتعاد عن الناس ورفض كثير من عروض العمل، وتغير مذاق الحياة عندي ونفذ صبري، حتي ذهبت للاخصائي، وبدأت اتحدث معه لأصب ما يداريه صدري، وبدأ يسألني ما الذي يجعلني كئيبا، فالحياة لا تستحق، وبدء في تقديم يد العون لي والمساعده في التفكير الإيجابي مره آخرة، مدينه له بشكرا واعتزاز لأنه من جعلني أواجه خوفي واني مازلت قوية، أكثر شخص جعلته يتألم في الحياه كانت أمي، اعتذر كثيرا لعنادي وبلاهتي لم اكن اعي تصرفاتي وكلامي آنذاك، انا لا استطيع التعبير عن الحب بالكلام ولكن اجيد الكتابة جيدا لذلك اكتب لكي اليوم أني ورب الناس جميعا اني احبك، أتذكرين بعد دفنه مباشرة ماذا طلبت منك؟ طلبت عناقك ثم قلت لكي وانا ابكي لا تتركينا مثلما فعل ابي، اتذكر ذلك جيدا قلت لكي وانا اجهش في البكاء واضمك لا تذهبي انت ايضا فانا احبك لا تتركيني وحيدة، اتمني ان تتذكري ذلك الحديث جيدا، فأنا وبرغم من عدم استطاعتي في التعبير الا اني قلت لكي واخيرا أحبك، تلك الكلمة التي لم استطع البوح بها لأبي قبل وفاته.. ومازلت أعاتب روحي على ذلك.


اليوم يوافق 16/ 1 يوم السبت وهو نفس السبت الذي تركتنا به منذ خمس أعوام، اليوم وبحمد الله استطعت ان اتقبل فكرة فراقك وغيابك عنا، وأواجه الأفكار السيئة التي تجول في بالي، تمكنت من مواجهة خوفي، واعتذر ولو كنت يوما شخص غير مناسب او صديقا بائس، او ابنة غير مثالية واخت كئيبة، أحاول ان اكون فتاة سعيدة مرة آخرى، تتقبل الحياة بتقلباتها، اعترف انك يا امي اصبحت النور في كوكبنا، النور الذي جاء ليضيء العتمة في بيتنا، حفظك الله لنا وجعلك نورا يضئ طريقنا دائما، اعتذر لك عن ثورتي الدائمة، عن تمردي ونقاشاتي الحادة، عن كوني لا اتفهم خوفك الزائد احيانا، اعتذر لك عن عجزي، عن عجزي أن اكون ابنة صالحة أغلب الأوقات، ولكن أحاول ان اصبح شخصا ناضج وعاقل أكثر تفتخري به دائما، وتذكري اني احبك دائما وابدا...


فاللهم اجعل فقيدي حيا في عزك وكنف رحمتك وبث في روحه طمأنينة تذهب خوفه وتجعله أسعد أهل القبور، اللهم انت تسمعه وتراه فأعطه ما يطلب ويرجو، اللهم ادخل عليه النور في قبره واجعله مطمئن وامن، اللهم اجعله فرحا بدعائنا اللهم كما طيبت ذكره في أرضك وبين خلقك، طيب ذكره في سماءك، وبين ملائكتك واسكنه الفردوس الأعلى يا أرحم الراحمين.. ادعوا لوالدي رحمه الله عليه أسعد الله قلوبكم ولا يريكم فيمن تحبوا فقدا ولا مكروه.

رَفيِف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تعازي الحارة لك. فقدت والدي منذ حوالي ٩ شهور. أجد نفسي في بعض من سطورك:"شعور يشبه الانتهاء والذهول والجنون من كثرة الألم"
رحم الله روحه الطيبة وألف رحمة ونور على روح والدك، أطال الله في عمر الوالدة 🙏ج

إقرأ المزيد من تدوينات رَفيِف

تدوينات ذات صلة