الصيام عبادة كانت في الأمم السابقة، وانتقلت من أمة إلى أخرى، وإن اختلفت في كيفيتها , بعض العارفين اسموه بشهر "التخفف


لا يوجد أحد منا لم يسأل سؤال (لماذا نصوم رمضان ؟) للكبار عندما كان طفلاً وكانت الإجابة النموذجية الموحدة علي الألسن ( لكي نشعر بالجوع والعطش ونتعلم الصبر ونعطف علي الفقراء ) وعدد ليس بالكثير سأل السؤال الثاني (طيب ليه الفقراء بيصوموا رمضان ) ..وهنا الأسن تقف عن الإجابة ... باقي المقال سيكون الجواب بإذن الله

خلق الله الناس أمة واحدة يعبدون الله وحده لا شريك له واستمر الأمر علي هذا المنوال فترة طويلة من الزمن إلي أن تمكن الشيطان من عقول أحفاد الصالحين وتتبعوا دون خطوات الشيطان حتي عبدوا الأصنام من دون الله ..

ولكن كيف أغوي الشيطان بني آدم بعبادة الأصنام وما علاقته بفريضة الصوم ؟


وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) )الإجابة هنا ...


الآية السابقة ذكرت أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا , فعلي سبيل المثال (وداً) , حيث كان (ود ) رجلا مؤمن محبوب في قومه ، فلما مات التفوا حول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه ، فلما رأى إبليس جزعهم عليه ، تشبه في صورة إنسان ، ثم قال : إني أرى جزعكم على هذا الرجل ، فهل لكم أن أصور لكم مثله ، فيكون في مجالسكم فتذكرونه ؟ قالوا : نعم ، فصور لهم مثله ، قال : ووضعوه في مجالسهم وجعلوا يذكرونه ، فلما رأى ما بهم من ذكره قال : هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالا مثله ، فيكون له في بيته فتذكرونه ؟ قالوا : نعم . قال : فمثل لكل أهل بيت تمثالا مثله ، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به ، قال : وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به ، قال وتناسلوا ودرس أمر ذكرهم إياه ، حتى اتخذوه إلها يعبدونه من دون الله أولاد أولادهم ، فكان أول ما عبد من غير الله الصنم الذي سموه ودا.


الله يقول في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به » ، لماذا خص الصوم بهذا ؟

أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر والركوع , السجود, الدعاء , الخوف ,الرجاء وغير ذلك من أنواع العبادة إلا الصوم لا يطيق أحدهم أن ي ،وكذلك فإن كثيرًا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم ، فلم يذكر أن المشركون كانوا يصوموا لأوثانهم ولمعبوداتهم , إنما هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: « الصوم لي وأنا أجزي به » أنه لا يدخله شرك ؛ لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل فقط .

وللتقريب لو أن هناك إناء مُتسخ تريد أن تُنظفه لتشرب به الماء مثلا فلايجوز أن تشرب إلا بعد تنظيفه وتطهيره ليستقبل الماء الصافي هكذا الصوم هو بمثابة مُطهر الجسد " الطين " من مُتبقيات الذنوب وآثار الشهوات أتي الوضوي ليكون هيئة الجسد لإستقبال النفخة الربانية التي نفخها فيه من قبل وستُعاد سريان الروح في ذاك الجسد لتكون بداية طريقة عودة روح لجسدك لترتفع من كونك مجرد طين " جسد " إلي إنسان " روح وجسد " ثم إرتقاء الروح لتصل إلي منبع الرحمة ليكتمل معني النور الذي يُعيد النفخة الربانية في ذاك الطين ليكتمل خلقه من روح وجسد روح تعلم الحق والرحمة وجسد ليقوي علي تنفيذ متطلبات الروح ..... روح ترقي وترقي وترقي حتي تصل إلي مرحلة من الإيمان والإصطفاء حتي تخشع الجوارح وتسكين وتصبح بكامل إرادتها خاضعة لأوامر الله عز وجل خاضعة لتنفيذ تكليف ما من أجله وُجد علي تلك الأرض .

(منع الإستغراق وضبط النفس وإماتة حظوظ الجسد )

فكرتي عن الصوم


الفكرة بالنسبة لي هو شهر ضبط النفس ومنع الاستغراق , منع تحول الحلال الي أن ينفذ الي الحرام من خلال سوء استخدام المباحات وتحويلها الي أضرار , منع تحويل كثرة الاكل الكثير " الحلال " الي حرام من خلال التخمة والسمنة فتكون بتهلك نفسك بإيدك ,منع الغضب الحميد علي الحق الي غضب كريه علي اتفه الاشياء ..في النهاية الامر نسبي , تهذيب الشهوة الجنسية لدي المتزوجين وغير المتزوجين حتي لا تنفذ الي الحرام, تهذيب صفة الكرم بوضع المال في اماكن صرفها الحقيقية من صدقة وتبرع وعدم صرفها في غير محلها فيمنع تحويلها من حلال الي حرام , وصفات كتيرة جدا جدا جدا ممكن وبسهولة وببساطة تتحول من مباح الي غير مباح ,لذلك بعض العارفين اسموه بشهر "التخفف" من ثقل هذه الاشياء فالخيط الرفيع يمكن وبسهولة قطعه .

وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني: "صوموا تصحوا"


الصوم في الإسلام إمساك عن الطعام والشراب والشهوة الجنسية وضبط السلوك الإنفعالي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، الصيام مهم للجسم حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدًّا لصحة الإنسان تمامًا كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة هو أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة، وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام، والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار، هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء

قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم»

الصيام كانت عبادة في الأمم السابقة , و إشاراتٍ كثيرة جاءت فى العهد القديم إلى صيام الأنبياء وصيام غيرهم من أهل الكتاب؛ «ففى سِفر الخروج أن موسى عليه السلام «كان هناك عند الرب أربعين نهارًا وأربعين ليلة لم يأكل خبزًا ولم يشرب ماء». وفى سِفر الملوك الأول أن النبى إيليَّا «سار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة إلى جبل حوريب». وفى إنجيل مَتَّى فى العهد الجديد أن السيد المسيح صام أربعين يومًا فى البرية و في الحديث: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه،وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً» متفق عليه.

واليهود :

صوم عاشوراء عند اليهود كان شكرًا لله على نجاة موسى من الغرق.


والمعاصرون يصومون ستة أيام في السنة، وأتقياؤهم يصومون شهرًا، وهم يفطرون كل أربع وعشرين ساعة مرة واحدة عند ظهور النجوم، ويصومون اليوم التاسع من شهر "أغسطس" كل سنة في ذكرى خراب هيكل أورشليم.

المسيحيون :

يصومون كل سنة أربعين يومًا، وكان الأصل في صيامهم الامتناع عن الأكل بتاتًا، والإفطار كل أربع وعشرين ساعة، ثم قصروه على الامتناع عن أكل كل ذي روح وما ينتج منه، وعندهم صوم الفصول الأربعة، وهو صيام ثلاثة أيام من كل منها، وصيام الأربعاء والجمعة تطوعًا لا فرضًا.


وفي النهاية أحسنوا استقبال الشهر الكريم ولا تنسونا من صالح دعائكم بتيسير الحال ولا تنسوا نية الصيام فقل قبل ذان الفجر (اللهم إني نويت صوم رمضان كاملا لوجهك الكريم إيماناً وإحتساباً فاللهم تقبله منه واغفر لي فيهوبارك لي فيه وزدني علما )

تمت قبل أن أتمها


الكَنز

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكَنز

تدوينات ذات صلة