كلنا نعلم بأن "القناعة كنز لا يفنى" وأيضاً أن "القناعة مال لا ينفذ" كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه..

ولكن ما هي القناعة بالضبط؟


القناعة هي الرضا بما قسم الله لنا من النعم وأعطانا إياها كيفما كانت..

القناعة هي الاكتفاء بالموجود، وترك الشوق إلى المفقود..


نعم هذا الشعور هو بالضبط ما نريد أن نصل إليه..


أن نفرح بما لدينا ونستمتع فيه.. أن نتوقف عن السخط عما لم نحصل عليه.. ونُقدّر ما لدينا على قِلّته..

أن نتوقف عن محاولة تغيير ما لا يد لنا في تغييره..


لنصل إلى أعلى مستوى من القناعة.. علينا بالرضا بما هو موجود..


عدا أنني رأيت أن هناك علاقة بين القناعة والتمني ..


فكما نرى،

التمني نعرفه حق المعرفة،

هو الرغبة في الحصول على مالا نملك من نِعم.. فكم تمنينا وتمنينا وتمنينا..


التمني جميل إذا ما ربطناه بالرجاء ودعونا الله و ألححنا عليه بالدعاء..

سِوى أن كثرته تخلق عدم الرضا والكفربالنعم الموجودة وعدم الاعتراف بوجودها.. وكأن صاحبها لم يلاقِ نعمة قط..



قد تكون البداية بسيطة.. وليس لها تأثير يذكر.. عدا أن الاستمرار و الإكثار من التمني، يحرك شيئا ما بداخلنا ويغير من قناعاتنا بالتدريج لنصل في نهاية الأمر إلى درجة السخط..



الاحلام والتمني بشتى أنواعه هو شيء جميل.. هو من يضفي للحياة رونقها أحياناً ولكن لكل شيء حدود.. فلا نتعداها لنقع في الفخ..



أقول للمتمني..

ماذا فعلت لتحقيق أمنيتك؟؟ هل عملت بجد للحصول على هذا الحلم.. ام انك فقط تعيش لتتغذى على هذه الاحلام..



يوجد فرق بين الجد للحصول على المبتغى والركون إلى أقرب زاوية وتمني تغير الحال..

في الأول حتى لو لم نحصل على مرادنا سنكون في قناعة تامة بحالنا و أننا فعلنا مابوسعنا.. أما الثاني فهو ما سيوقعنا في الهاوية..



صحيح أنه لا يوجد شيء مستحيل.. واننا نستطيع الحصول على أي شيء إذا اجتهدنا في الوصول إليه.. والمفتاح هنا كلمة (اجتهدنا)..


فكما قال أحمد شوقي:


فكما قال أحمد شوقي: وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا


اظن التمني المقنن هو طريق من الطرق الموصلة إلى درب القناعة..


سكنات فكر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بالفعل ، الإجتهاد مفتاح تحقيق المطالب.
بالتوفيق.

إقرأ المزيد من تدوينات سكنات فكر

تدوينات ذات صلة