تجرأ على نفسك كثيرًا والجم جموحها حتى تلين لك وتجود عليك بكل الخير وستعرف أن الصبر جميل
من الصعب أن تحصي الهواجس التي تراودك في وقت يكون فيه الصبر واقعًا يجب أن تعيشه وليس خيارًا تفرض عليه مزاجيّتك بالإستعاضة عنه.
فهناك أوقات بل مراحل بالحياة يجب أن نعيشها بالصبر ولا يعني الصبر الإنتظار؛ فالصبر هو المرشح الأقوى بين المفاهيم الأساسية التي يجب على المرء اعتناقها مبكرًا.
الصورة المجاورة مأخوذة من مشهد كرتوني له شهرة واسعة، تعزز مفهوم الصبر؛ فنلاحظ كلا الشخصيتين يرمي صنارته في الماء، أحدهما تنبهه صنارته سريعًا ليسحبها وقد عادت له بسمكة كبيرة والآخر تُلوِّح عيناه بين صاحبه المحتفل وبين صنارته التي بات يوبخها بنظراته. قد تكون فكرة المشهد أشهر من أن نعيد تفسيرها، ولكن هل لنا أن نستعين بهذا المشهد لنوظِّف الصبر في حياتنا!!
في الواقع ليس لدينا بركة ننتظر الخير منها، إنما لدينا ما هو أعظم بكثير، إن النفس البشرية وما تختزله من قدرات ومواهب وأفكار أعظم من كنوز البحار جميعها، وإن أحدًا منا ولو كانت حدود معرفته أشخاصًا قليلين في حياته، يملك مثالًا حيًا عمّن صبروا لتحقيق أهدافهم وآخرين لا، ولكلٍ منهم شخصيته وأفكاره وحماسه ومبرراته أيضًا، والحقيقة التي سنجمع عليها كلُّنا أنه ليس من أحدٍ حقق أهدافه بغير الصبر.
إن البركة في الصورة والتي قسنا عليها النفس البشرية إنما ستجود على صاحبها بالصبر فقط ، ولكنَّ الصبر على النفس إنما يكون بتهذيبها وتطويرها وتعليمها... وعندها لا أحد يدري بما ستجود على صاحبها !! ولكن تقمص أدوار الآخرين وقلة التركيز والتشتت وكثرة التلفت؛ ستجعلك تخسر الكثير، وعندها سوف تعرف أن الصبر سيفرض نفسه عليك وسيقف جانبًا إلى أن تعود له معتنقًا ومقتنعًا تمامًا، ونفسك التي هي نفسها من سيجود عليك إنما هي الآن من يقودك ويتحكم فيك، حتى تصبح هشًا مُفرغًا، شخصًا يجيد التعلل والتبرير والحسد...
والخسارة هي الوقت؛ أثمن ما يملكه الجميع. في الغالب ستخسر الوقت وأنت مخدر لن تشعر بخسارة الوقت حتى ينقضي فإذا انقضى أدركت ذلك.
إنك كلما تعايشت بالصبر وأقتنعت بذلك سريعًا قلت خسارتك للوقت، والبِركة وإن كان بها سمكة واحدة ستجود عليك بها أخيرًا ، ولكنّ كرم الله أعظم من قدرتنا على تخّيله؛ فخير البِركة مضمونٌ إذن، فثق بالله وتجرأ على نفسك كثيرًا والجم جموحها حتى تلين لك وتجود عليك بكل الخير وستعرف حينها كم أن الصبر جميل.
المشهد الكرتوني:
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات