نسمع دائما "في كل شر يكمن الخير" وأجدها دقيقة جداً، فلا بد أن ما يحصل لك هو خير وفيه الخير وأنت لاتعلم
إن الحياة سلسلة مشاق ومتاعب، تتخللها لحظات حزن، نفقد توازننا وتبهت الألوان في أعيننا، من عجائب الله في التخطيط لحياتنا أنه يذيقنا فترة من التجارب، التي يصعب علينا تفسيرها ولا معرفة الحكمة من وراءها، فترة تصاب فيها أرواحنا المفجوعة بالجمود نحو كل شيء.
البلاء تجربة ضرورية لابد من المرور تحت سوطها، سواء إن تعلّم المرء منه أو لم يتعلم فهو موجود في حياتنا وليس خيارا تستطيع أن تصدّه متى ما أردت عنك أو عن الذين تحبهم.
الإبتلاء يمتلك خاصية خطيرة إذ يعيد تعريف الأشياء والناس في عين المبتلى، فيرزق بالبصيرة لترى عيناه الحقيقة وهذا ما يجعل أي شخص مر به مميزا عن غيره.. قد لا تشعر بذلك عند الوهلة الأولى. وقد تجلس لتدرك ألم البلاء الذي أصابك، و قدرة الإبتلاء في دهس عظامك و كل أعضاء جسمك، لكن سرعان ما تدرك بعد تلك الوهلة أن كل شيء بقدر الحزن كما الفرح... يقف على أعتاب قلبك قد يطيل الوقوف لكنه في النهاية يرحل ليحل مكانه شيء آخر.
يجب أن نعتاد البلاء تماما كما نعتاد الرخاء،أن نعتاد الحزن كما نعتاد الفرح،و أن نعتاد القلق كما نعتاد الطمأنينة..
إن الذي لانتقبله هو الاستثناء الذي نعيشه فجأة، وصعوبة ذلك تكمن في كونه شيء جديد قد لانمتلك عنه أدنى فكرة، فنتمنى أن يمضي الأمر سريعا ويزول. الكثير منا عوض أن يجعلوا هذه الفترة فرصة لمعرفة نقاط الضعف والقوة، و ليجلسوا أكثر مع أنفسهم حتى يدفعوها لتصبح اكثر نضجاً و إدراكاً... تجدهم قد اشتاقوا لروتينهم الخالي من التغيرات.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات