أنشطة قصيرة تمهيدية لتعزيز تعلم اللغة العربية ، كما يمكن استخدام هذه الأنشطة في حصص المواد الأخرى .
التّعبير ضرب من التّواصل اللّغويّ « جون ديوي»
خلق الله عز وجل الإنسان وميزه بصفات فريدة ، وأنعم عليه بحواس عديدة لتمكنه من أن يكون أهلا لخلافة الله تعالى في الأرض.من هذه الحواس اللسان والذي يستطيع الإنسان بواسطته صوغ أفكاره كلمات يخاطب بها العقول ، وترجمة مشاعره وأحاسيسه إلى عبارات تمس شغاف القلب وتأسر
سامعيه إن هو أحسن القصد و التعبير، مما يعد دليلا دامغا على بلاغة هذا الإنسان وعمق ثقافته وحسن تفكيره.
والتاريخ حافل بأسماء لمشاهير برعوا في الخطابة ، وقادوا عمليةالتغيير في مجتمعاتهم سواء كانت سلبا أم إيجابا بتأثير كلامهم الساحر على أتباعهم، وما زال هناك قادة في عالمنا الآن يترقب الناس خطاباتهم
بل وأصبحوا ملء السمع والبصر بسبب فصاحتهم وقوة تعبيراتهم.
من أجل ذلك كله لا يجب أن ننظر إلى التعبير كنشاط أسبوعي يقوم فيه التلميذ بالتحدث عن موضوع معين من خلال كتابة بضعة أسطر في وقت محدد من زمن الحصة ، لينتهي الأمر بحصوله على درجات توضع في تقرير التلميذ الشهري، بل يجب أن يوليه معلم اللغة العربية جل اهتمامه وذلك من خلال النظر إليه كنشاط تفاعلي متكامل واعتباره الغاية من تعليم اللغة ، ففروع اللغة كلها وسائل للتعبير الصحيح بنوعيه
الشفهي والتحريري، كما يجب أن تتحد جهود معلمي جميع المواد في هذا الشأن لما للتعبير من تأثير كبير على حياة التلاميذ الآنية والمستقبلية.
ولكي نحقق هذا الأمر بطرق إبداعية ونحبب تلاميذنا الأعزاء باللغة العربية ، ونعلمهم لغتنا
العظيمة بطرق مشوقة وجذابة وتفاعلية ، سوف أعرض عليكم بعض الأنشطة التي تعزز تعلم اللغة العربية.
فيما يلي أنشطة قصيرة يتم توظيفها كأنشطة تمهيدية سواء في حصة ورشة الكتابة أو في حصة مادة اللغة العربية في حال عدم وجود ورشة للكتابة.
1. كلمة مقابل كلمة:
يذكر المعلم كلمة (اسم) على أن يذكر التلميذ ماذا يعني هذا الشيء بالنسبة له بكلمة واحدة فقط ( أول كلمة تخطر بباله). يختار المعلم كلمة مختلفة لكل تلميذ.
- هذا النشاط سريع ولا يستغرق سوى بضع دقائق ، يمكن للمعلم وضع مؤقت للالتزام بالوقت المحدد.
- يمكن تحويل هذا النشاط من شفهي إلى كتابي ومن فردي إلى جماعي حيث يكتب المعلم الكلمة على السبورة، أو يعرضها
على الشاشة أو يقوم بكتابتها مسبقا على بطاقة ثم يرفعها وعلى التلاميذ الاستجابة
بكتابة كلمة مقابلها سواء على بطاقات أو على ألواح بيضاء صغيرة يسهل مسحها، وهكذا
حتى ينتهي الوقت المحدد للنشاط.
- يستطيع المعلم عرض صورة واحدة على أن يعبر التلاميذ بكلمة عما تعنيه الصورة لهم سواء شفهيا أو كتابيا.
كلمات مقترحة: مدرسة – شمس-قمر – الأحد - الخميس- العائلة- الكتاب- صديقي …
لا شك أنه من خلال هذا النشاط يمكن للتلاميذ الكشف ليس عن ثروتهم اللغوية فحسب بل عن مشاعرهم أيضا، كما أنه يجعل تفكيرهم مرئيا.
يمكن إشراك التلاميذ في هذا النشاط باختيارهم الكلمات ( الأسماء) من أجل مزيد من المشاركة الفعالة.
- يمكن لمعلمي المواد الأخرى / المدربين استخدام كلمة واحدة تعبر عن مضمون الدرس/ الدورة والطلب
من التلاميذ/ الجمهور القول ماذا تعني لهم.
- يمكن استخدام هذا النشاط كنشاط ختامي أو تذكرة خروج ليعبر المشارك عن رأيه في الدرس / الدورة.
2. اكتب نصيحة تتكون من 4- 5 كلمات:
ليس المقصود هنا أن يردد التلميذ حكمة معروفة أو قول مشهور ولكن المقصود أن "يؤلف " هو النصيحة.
- يمكن للتلاميذ كتابة النصيحة في دفاترهم ثم قراءتها أمام الطلاب للمشاركة وتعزيز مهارة القراءة.
- يمكن للتلاميذ كتابتها على بطاقات ولصقها في مكان يتم تخصيصه لهذا الغرض مثل: لوحة عرض أو الحائط ، يقوم التلاميذ بالتجول وقراءة نصائح بعضهم البعض،كما يمكنهم تقييم نصائح زملائهم بوضع نجمة أو رمز مقابل النصيحة الأفضل ، وصاحب النقاط الأعلى يكون هو الفائز ويمكن عرض نصيحته
على السبورة بشكل دائم.
- يمكن للتلاميذ التعبير عما كتبوه بالرسم ، كما يمكن للتلاميذ الأكبر سنا البحث في الإنترنت عن صورة تعبر عن نصيحتهم.
يمكن للمعلم أن يناقش التلاميذ عن السبب /الموقف الذي جعلهم يكتبون هذه النصيحة.
ستكون مناقشة رائعة وفرصة يتعلم التلاميذ خلالها الكثير من دروس الحياة بعيدا عن أسلوب الوعظ والإرشاد.كما أن المناقشة ستعزز مهاراتهم في المحادثة.
يمكن للمعلم ابتكار العديد من المحاور لهذا النشاط ، كما يمكن أداؤه باكثر من طريقة مثل:
* صف شعورك الآن بكلمة واحدة.
* اكتب عنوان قصة من 3 كلمات.
* صف نفسك بكلمة.
* عبر عن تقديرك لمعلمك/ زملائك في نهاية الحصة بجملة واحدة .
يمكن كتابة عبارات التقدير على بطاقات تم قصها مسبقا مثل قلوب حمراء وتسليمها للأشخاص المعنيين لَإضفاء المرح وإشاعة جو من المحبة والمودة بين التلاميذ مما يؤثر إيجابا على المجتمع الصفي.
يمكن للمعلم القيام بعصف ذهني مع التلاميذ لابتكار المزيد من الأشكال والأساليب والمحاور لتنفيذ هذا النشاط، وتذكر كلما أشركت تلاميذك في القرارات الصفية و كلما أدركوا أن صوتهم مسموع كلما أقبلوا على هذه الأنشطة بشغف واهتمام.
القيام بمثل هذه الأنشطة سوف يساعد التلاميذ على تقبل بعضهم البعض، واحترام وجهات النظر المختلفة وتعلم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما أنها تقوم بتعزيز عدة مهارات مثل القراءة والمحادثة وتقييم الأقران.
المصدر: من كتابي ( حان وقت الكتابة )
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا جزيلا، ممتنة لتفاعلكم وتعليقاتكم.
جزاك الله خيرا موضوع ممتاز وفوائد قيمة
جزاكم الله خيرا، سعدت جدا بتعليقك.