لن أنسى أبدا هذه العبارة التي غيرت حياتي إلى الأفضل

قضيت سنوات طويلة من عمري أعمل بجد على إرضاء الآخرين،أنتظر بحماسة عبارات الثناء والإطراء، وأترقب بشوق ولهفة نظرات الإعجاب والامتنان وكأنني أعيش فقط لأجل الناس.ليس لضعف الثقة بالنفس أو تدني مستوى تقدير الذات كما تقول الدراسات الحديثة،وإنما بسبب حساسيتي المفرطة ومثاليتي الزائدة حتى حدث موقف غريب في حياتي جعلني أعيد حساباتي لأضع نفسي موضع الصدارة !


كانت هناك قريبة لي،أزورها باستمرار وأساعدها في الكثير من شؤون حياتها،أقف إلى جوارها في الأزمات، أستمع إلى مشاكلها،أنصحها بحب وصدق ولا أقصر في مد يد العون لها متى احتاجت،ومع أنها صعبة الإرضاء إلا أنني قضيت سنوات عدة أبذل جهودا حثيثة لإرضائها ولكنها لم تكن كافية أبدا لإرضائها في نظرها.لكن كل هذا لم يمنعني من الاستمرار في محاولاتي البائسة بداعي الرحمة،صلة الرحم،الإنسانية ،.وقائمة طويلة لا تنتهي! حتى جاء اليوم الذي غير مجرى حياتي إلى الأفضل! فماذا حدث؟


كنت جالسة معها بحضور عدد من الأقرباء الذين كانوا يزورونها في بيتها،أثناء تبادل الأحاديث أخبرتها إحدى الحاضرات بأنها محظوظة جدا لوجودي في حياتها،توقعت طبعا أن قريبتي ستؤكد على كلامها أو على الأقل ستوميء برأسها دلالة على الموافقة،ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان!

التفتت قريبتي إلي،ونظرت بعينيها نظرة غامضة وقالت بثقة قد يحسدها عليها الآخرون:

"ليش شو عملتيلي"؟

الجميع طبعا أصيب بالدهشة وحاولت إحدى بناتها ثنيها عما قالته ولكن المرأة استمرت في إنكارها واستكبارها!كنت في قمة الإحراج ،وجل ما استطعت فعله هو رسم ابتسامة مزيفة على وجهي أمام الحضور.


عدت إلى البيت حزينة،راعني حجم جحودها،ألهذه الدرجة كل ما فعلته لم يكن كافيا بالنسبة لها؟

كل الأوقات التي قضيتها والجهود التي بذلتها من أجلها لم تعني لها شيئا؟

قررت حينها أن أعيش من أجل نفسي وليس من أجل الآخرين،توقفت عن محاولات إرضائهم وتحولت إلى إرضاء نفسي عوضا عن ذلك!

درست الماجستير، ترقيت في عملي، أخذت دورات متخصصة في مجالي ، كما عدت إلى الكتابة.

إرضاء نفسك لا يعني أن تكون أنانيا وتعيش لنفسك فقط،وإنما يعني أن تمنح نفسك ما تستحقه من الحب والاحترام والتقدير.


ماذا عنك؟ما العبارة التي غيرت حياتك إلى الأفضل؟







ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أرجو لك النجاح في التخلص من أي علاقة سامة، ولا تنس ما يقال ( كل ما تخسره في سبيل سلامك النفسي مكسب عظيم).

إقرأ المزيد من تدوينات منى سامي السكر

تدوينات ذات صلة