يتردد الكثير منا في استغلال الفرص لأسباب مختلفة . ما نقاط التحول التي تجاهلتها في حياتك، ولماذا ؟ ما الفرصة المتوفرة لك حاليا لتغير حياتك إلى الأفضل ؟

لا أحد لديه الحق في استهلاك السعادة دون إنتاجها." ” هيلين كيلر


في حياة كل منا نقاط تحول، تظهر لنا بين الفينة والأخرى لتغير حياتنا إلى الأفضل !

بعض الناس يخافون من الاقتراب منها لأسباب عدة منها: الخوف من المجهول ، الكسل ، عدم الرغبة في

الخروج من منطقة الراحة ، الخوف من التغيير ، وغيرها من الأسباب التي تبدو في نظر البعض سببا

مقنعا لرفض نقطة التحول التي أتت إليه بقدميها ليضيع من يديه ( فرصة ) ذهبية ساقتها إليه الأقدار!

مررت في حياتي بالكثير من المواقف ، وقابلت أناسا كان لهم تأثير بالغ في حياتي ، وكان لكل واحد منهم قصة.هذه القصص ألهمتني ،نصائحهم جعلتني أنظر إلى الكوب الممتليء من الكأس ، وأستغل الفرصة التي كانت مواتية في ذلك الوقت لنقلي إلى عالم آخر من الإنجازات. أنا ممتنة لوجود هؤلاء الأشخاص في حياتي.سأشارككم قصة من تلك القصص.

عملت في مدرسة كمعلمة لمادة التربية الإسلامية للصفين السابع والثامن لمدة عشر سنوات منها

أربعة كرئيسة للقسم. كانت خطتي في البداية أن أعمل في التدريس لمدة خمس سنوات ولكنني كنت قد

أتممت عشرة قبل أن يسألني حمود وهو أحد طلابي : مس ، ما تخصصك بالضبط ؟

قلت: حمود لماذا تسأل؟ أرجو أن لا تخرج عن موضوع الحصة.

سألني مرة أخرى بإلحاح: أراك تشتركين بالعديد من اللجان بالمدرسة ومن الواضح أنك ثنائية اللغة،

أرجوك أخبريني ما تخصصك ؟

لما أخبرته بالشهادات التي أحملها نظر إلي وقال: تحملين كل هذه الشهادات وما تفعلينه هو تعليم طلاب

الصفين السابع والثامن ؟!!! أنت تضيعين وقتك معنا!!!

ذهل الطلاب مما يقول حمود وأخذوا يلومونه لأنهم اعتبروا ما يقوله يعد تحريضا لي على ترك التدريس

وهم لا يريدون ذلك.

رفض حمود ما يقوله زملاؤه وقال: فكري بكلامي ، أنت تستطيعين فعل ما هو أكثر مما تفعلين الآن!!

أحببت ما قاله حمود وشعرت بنشوى الانتصار مع أنه كان صدمة بالنسبة لي !

حمود يثق بي وبقدراتي …. ربما أكثر مما كنت أفعل أنا !

لطالما شعرت بأن ما أقوم به لا يمثل إلا جزءا بسيطا من قدراتي ولكن أمور كثيرة كانت تمنعني من اتخاذ

خطوة التغيير.

كلام حمود كان نقطة تحول في حياتي جعلتني أعيد التفكير في حساباتي ، ووجدت أنه قد حان الوقت

للانتقال إلى وظيفة جديدة تظهر مواهبي وقدراتي ، وتمكنني من التقدم إلى الأمام لتجعلني أشعر بالسعادة

والرضا !

*****************************

والآن جاء دورك….

ما نقطة التحول التي لا زال بإمكانك اللحاق بها ؟

فكر في الأمر مليا…..

يبعث الله إليك فرصا رائعة ….

ويسخر لك أمورا ربما لم تكن متاحة من قبل…..

فماذا أنت فاعل ؟

لا تجعل دموعك تعميك عن رؤية الطريق….

لا تهدر طاقتك ووقتك في أمور تعود عليك بأقل القليل من النفع.

لا تصغر من شأنك وتعلي من شأن الآخرين،

هم لهم نقاط قوة وأنت حتما لك نقاط قوة ولكن مختلفة !

لا تقلل أبدا من قيمة نفسك ، فأنت بارع أيضا فيما تفعل.

البراعة لا تعني أنه يتوجب عليك معرفة كل شيء…. مسبقا

البراعة تأتي أيضا بالتدريب والعمل المستمر، والسعي دوما إلى تطوير قدراتك.

ثق بنفسك…

ثق بأهميتك….

ثق بقدراتك…..

غذ الخطا إلى ما تعتبره عائقا في وجه طموحك، حينها فقط ستجده سرابا.

ثق بأن سعادتك هي مسؤوليتك وحدك !


إقرأ المزيد من تدوينات منى سامي السكر

تدوينات ذات صلة