للأحتواء عن رضا بالشكل الذى يجعلك عن قرب لطفلك ولكن دون أن يتزمر من رقابتك الأبوية
إصلاح الأجيال الحالية هو إصلاح امة مستقبلية كانت ولا تزال التكنولوجيا هى المربي الوحيد و فى بعض الاحيان الذى يقوم بدور الأحتواء، فى تغيب للدور التربوي الأسري المُجسد فى الأب والأم . والأمر الذى يزيد من صعوبة أحتواء المشكلة أن التكنولوجيا لِعبَت ذلك الدور مع الأباء أيضًا، فأصبحت التكنولوجيا والمتمثلة فى السوشيال ميديا تحديدًا، هى الملاذ الذى يجد كل فرد فى الأسرة مساحة يكون قادر من خلالها التعبير عن ذاته وما يشعر به من أهمية لدى الاخرين . وهنا تكمن المشكلة العظمى فى أن السوشيال ميديا رقعة متسعة من خلالها تتجمع الكثير من الثقافات المختلفة من كافة الجوانب ( عادات وتقاليد والكثير من الانتماءات الدينى منها أو اللادينى و السياسي على منحى أخر ) .. ومن تلك النقطة سيختلف مدى تأثر كل فرد بهذا الكم الهائل مما يتلقي من مُدخلات سمعية و بصرية ربما منها غير مناسب لمرحلة سنية معينة، وقد يعمل على تزايد معدلات العنف لدى الأطفال كردود فعل عدائية، أو أكتساب بعض الألفاظ الغير مناسبة أجتماعيًا . وهو ما سوف ينعكس بالطبع بالسلب على الحياة الشخصية كسلوك فردى أتجاه أفراد الأسرة و بالتبعيه ينتقل للمجتمع، لن تُكن تلك السلبيات نتائجها واحده حتى وأن كان المطلع عليه نفس المحتوى المرئي وأنما سيفسر كل عقل مستجاب لتلك المؤثرات حسب ما يحيط به من ضغوط مناخيه، و من ثم تظهر عليه تلك التغيُرات السلوكية والتى ربما تكون مغايره لطباع التربية والنشأة .هنا سنقف أمام أمرين الأول أن يكون الطفل المُتلقي مؤسس تربويًا بشكل الذى تعمل فيه تربيته كمصفاه تستنقى ما يلقى عليه من بوابات السوشيال ميديا فتكون جذوره ثابته فى الأرض أمام رايحين التغيرات النوعية التى تطرأ على المجتمع وذلك لأنه فى الأساس يلقى الأحتواء لدى الجانب القيم الصحيح . وهذا النوع ربما لا نواجه بصدده الكثير من المشكلات إذ أن لديه عقل قادر على تحليل الأمور وإستنباط ما هو الثواب من الخطأ . الأمر الثانى وهو ما يكون دائم الصدام مع الأب والأم وبعض أفراد المجتمع المختلفين عنه فى الفكر .. فهو لما يجد الأحتواء فى البيت ومن منطلق ذلك بحث عنه عبر شبكات التواصل الأجتماعى والذي لعبت دور كبير فى تكوين ثقافته وعقلية تفكيرة والتى قد تكون عكس كثير من الثوابت التربَوية التى كان من المفترض تلقيها ولكن الأهل كانو فى معزل عن ذلك . وعلى كلا الوجهين يجب على الأباء أعطاء مساحة ووقت كافى ليحدث هذا الأحتواء، أن تكون العلاقة بينهم مبنيه على الصداقة، تخرج عنك نصائح بالصورة و الشكل الذى يساير طريقة تفكير طفلك لا بالشكل الذى يعبر عن طريقك تفكيرك وذلك لكِ تصل إليه بشكل أسرع، وهو الأمر الذى سوف يساعده أيضًا على بناء شخصية مُتزنه قادرة على إتخاذ القرارات . لما لا تخلق حوارًا مع طفلك بتحديد يوم أسبوعيًا أو ربما وقت محدد يوميًا، لما لا تهدية كتابًا يتوافق مع طريقة تفكيرة وتقرءه أنت أيضًا و تجعل بينكم نقاشًا يدور فى أطار ما يحتوى عليه الكتاب من أفكار .لما لا تشاركهُ فيما يحب كاللعب معهُ مثلاً بأحد الألعاب التى يفضلها أو التنزه معه لأحد الأماكن المفضله إلى قلبه، كل ذلك يتيح مساحة للأحتواء عن رضا بالشكل الذى يجعلك عن قرب لطفلك ولكن دون أن يتزمر من رقابتك الأبوية . أجعله يرفع راسه تلك المائلة بأستمرار على صدره أمام هذه الشاشة الصغيرة، ليدرك أنه هنالك عالم أخر جميل بأنتظار ، عالم يحتوى أشخاصًا حقيقيين التفاعل معها يعطيه خبرة حياتيه ، أجعله يعيش حياة بالالوان الطبيعة !!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
أشكرك أستاذ محمد لطرحك هذا الموضوع الذي يحتاج كل أبو أم إليه لصنع جيل صحي وفعال في المجتمع للأسف كثير منا لا يعرف مفهوم التعاطف الذي يعدمن أهم الأساليب الضرورية للتعامل لسن الطفولة المبكرة والذي يعتبر من أهم المراحل للإهتمام بالتربية السليمة فعندما يُعتنى بهذه المرحلة نستطيع أن نصنع جيل فعال وناجح في المجتمع