لا شك في أن معرفة ظروف البيئة في الماضي الجيولوجى مهمة صعبة ، كما أن وسائل هذه المعرفة ليست متوفرة في كل حالة

* وسائل تصوير ظروف البيئة القديمة *


-مقدمة :

- لا شك في أن معرفة ظروف البيئة في الماضي الجيولوجی مهمة صعبة ، كما أن وسائل هذه المعرفة ليست متوفرة في كل حالة ، بل إنها تكون أقل وفرة كلما أوغلنا في الأحقاب الجيولوجية الأقدم مثل حقب الأرکی والباليوزوی .


- وإذا كان عمر الأرض يقدر بنحو خمسة آلاف مليون سنة ، وقد شغل تاريخ البشر منها المليون الأخيرة فقط ، فإن الغموض الذي لا يزال يكتنف الكثير من جوانب تاريخ القشرة الأرضية أمر لا يدعو إلى الغرابة إذا ما علمنا أن تاريخ البشر ذاته لا يزال مليئا بالثغرات وبخاصة في مراحله الأولى .


-ومع ذلك ، فإنه يمكن القول إن الهيكل العام لتاريخ الأرض قد أصبح معروفا اليوم بدرجة مرضية وأن النقط الأساسية من تاريخ الكرة الأرضية مقررة ثابتة . وذلك بفضل الجهود الجبارة التي بذلها الجيولوجيون خلال القرن الأخير .


– ومن البديهى أن التاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية لن تنتظم سلسلة حلقاته إلا بعد أن يتم الفحص الدقيق لجميع أجزاء القشرة الأرضية وهو ما لم تصل إليه بعد.* وسوف نحاول الاستدلال والتعرف على الوسائل التي يمكن بها التعرف على أحداث الأزمنة الجيولوجية وتاريخ ظواهرها وإعادة رسم جغرافيتها القديمة.وذلك من خلال النقاط التالية :


1- ترتيب تعاقب الصخور :

-يعد تقرير تعاقب الصخور المؤلفة للقشرة الأرضية أقدم الوسائل التي توصل إليها الجيولوجيون للتعرف على الحوادث الجيولوجية في أي بقعة وتقرير العمر النسبي للصخر و يختلف تقرير ترتيب التعاقب في الصخور ما بين الصخور الرسوبية والناريةفالصخور الرسوبية تعد السجل الأول في تصوير ظروف البنية القديمة .


- ومن المعروف أن هذه الصخور تتكون في ظروف معينة في قيعان البحار والمحيطات أو البحيرات أو الأنهار أو على سطح اليابس . ومن الممكن في معظم الحالات أن يحكم الباحث من دراسة خواص الصخور وما تحتويه من حفريات على نوع بيئة الترسيب .


- وهناك ما يعرف بقانون تعاقب الطبقات : -


وهو أن القاعدة الأساسية في الصخور الرسوبية أن كل طبقة أحدث مما تحتها . ولا يقتصر تطبيق هذه القاعدة على الطبقات الأفقية ، بل يتناول أيضا الطبقات الملتوية على أن هناك بعض حالات تجعل تطبيق هذا القانون محاطا بشئ من الشك وتدعو لشدة الحذر والالتجاء إلى وسائل أخرى للتحقق من صحة التعاقب وتعتمد هذه الوسائل على عملية الربط الاستراتجرافي للعمود الجيولوجي في منطقة ما بنظيره في منطقة أو مناطق أخرى لربط الأحداث الجيولوجية ببعضها .


- والربط على نوعين رئيسيين هما :


1- الربط بواسطة الظواهر الطبيعية : عندما تبدوالصخور الرسوبية على هيئة ظواهر مميزة واضحة فوق منطقة جغرافية واسعة ، فإنه يمكن أحيانا ربط التتابعات للصخور في مواقع مختلفة .


2- الربط بواسطة الحفريات :


- وسوف يشار إليها بعد قليل , من هذه الحالات ما يعرف بتداخل الطبقات حيث تتخطى كل طبقة ما تحتها من طبقات ، ومن ثم يختلف ترتيب الطبقات من جزء لآخر في المنطقة .

- وهناك حالات عدم التوافق بين مجموعتين متتاليتين من الطبقات حيث يحدث توقف ترسيب الطبقات بفعل حركة تكتونية رافعة وقد يصيبها الطى أو التصدع أو التآكل بفعل عوامل التعرية , ثم تهبط مرة أخرى وتستأنف عمليات الترسيب لطبقات أخرى جديدة.ويعرف السطح الفاصل بين المجموعتين القديمة والحديثة بسطح عدم التوافق .


- يلا حظ مما سبق أن قانون التعاقب هو الأساس الأول فى ترتيب تعاقب الطبقات، إلا أنه لابد من الاعتماد على وسائل أخرى لاستكمال أوجه النقص ومواجهة الحالات التي تصعب تطبيق القانون عليها . وأبرز هذه الوسائل هي الحفريات ، وسوف نتناولها بعد قليل .


- أما فيما يختص بالصخور النارية ، فإن هناك ثلاث قواعد يمكن عن طريقها تقرير عمرها النسبي وهی :

(ا ) إذا وجد صخر ناری متدخلا في صخور رسوبى او فى صخر نارى آخر ، فإن الصخر المتدخل هو طبعا أحدث من الصخور التي تدخل فيها .


( ب ) إذا تقاطع عرقان من الصخور النارية فالقاطع أحدث منالمقطوع.


(ج) إذا احتوى الصخر قطعا من صخور أخرى ، فهذه القطع تكون لصخور أقدم من الصخر الذي يحتويها.


انتهى الجزء الأول من المقال تابعوا الجزء الثانى


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الجغرافيا بكل مجالاتها

تدوينات ذات صلة