أنموذج ابولوم - اعداد جورجينا الرواد

انموذج أبو الوم المبتكر انموذجاً وطنياً مقترح الجامعة الاردنية اً اعداد:: جورجينا الرواد

المنتدى الدولي الثاني عشر للبحث العلمي- أنطاليا

كان التعلم عن بُعد طوق النجاة للطلبة، لضمان استمرارية العملية التعليمية التعلمية في ظل جائحة كورونا، بفضل ما يتيحه من إمكانات للتطبيق والاستخدام، وبقدرته اللامحدودة على الانتشار والوصول والنفاذ؛ ليقدم العديد من الحلول لمشكلات طالما أرهقت النظم التعليمية التقليدية، معتمدًا في ذلك على كافة أنواع وأشكال التطورات السريعة المتلاحقة في عالم الاتصالات والمعلومات والحاسبات والإنترنت وتقنيات النقل والبث المعلوماتي .

أن التعلم عن بُعد عبارة عن منظومة تعليمية متكاملة، تتيح للطلبة فرصاً متساوية لاكتساب المعلومات والمعارف والمهارات المختلفة، دون الاعتماد المباشر على المعلم، ويكون الطالب نشطًا، وقادرًا على الاستجابة الفعالة مع المعلومة، ولديه القدرة على المشاركة في عملية التعلم مع المعلم، وتحت إشرافه وتوجيهه، من خلال مجموعة من البرامج الأكاديمية المتنوعة، والتي لا يشترط فيها الحضور المكاني، ولكن يتم الاعتماد على مجموعة متنوعة من الوسائط التعليمية والتكنولوجية أحادية وثنائية الاتجاه

.

وقد تعاملت وزارة التربية والتعليم مع هذا التحدي غير المتوقع والمتمثل في تفعيل "التعليم عن بُعد" باعتباره وسيلة التعليم الأساسية لأسابيع وربما أكثر، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تفعيل منظومة "التعليم عن بعد" من خلال منصتها الالكترونية المجانية "درسك" وذلك من خلال بث المواد التعليمية تلفزيونياً، كما بادرت العديد من المدارس الخاصة والحكومية على تفعيل هذه الاستراتيجية وتوفير المحتوى التعليمي الكترونياً للطلبة أيضاً

.ومن قبل جائحة كورونا في عام 2017 ركزت رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم في الورقة النقاشية السابعة والتي كان عنوانها "بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة" على الاستثمار في مستقبل أبناء الأردن عماد النهضة والتطور.

حيث تحدث جلالة الملك في الورقة النقاشية السابعة قائلًا: "إنني أؤمن كل الإيمان بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، بإيمان وإقدام واتزان، لا يرى للمعرفة حدًا، ولا للعطاء نهاية، منفتحًا على كل الثقافات، يأْخذ منها ويدع؛ الحكمة ضالته، والحقيقة مبتغاه، يطمح دوما إلى التميز والإنجاز، ويرنو أبدا إلى العلياء".

في ظل أزمة كورونا، أصبح التعلم عن بُعد الوسيط الرئيس لاستمرار العملية التعليمية التعلمية في المؤسسات التعليمية في الأردن وباقي دول العالم، من هنا يطرأ العديد من التساؤلات حول إمكانية استفادة كافة الطلبة من هذا البرنامج وخاصة أن بعض المناطق في المملكة غير مزودة بشكل كاف بشبكة الإنترنت، وأن بعض الطلبة لا يملكون الأجهزة الحاسوبية أو الهواتف الذكية لتحقيق عملية التعلم، وهل هذه المنصات والبرمجيات الإلكترونية ستبقى فعالة ما بعد جائحة كورونا، لذا جاءت هذه الدراسة للتعرف إلى بعض التوجهات حديثة للتعلم والتعليم في ظل كوفيد – 19 وما بعدها، وإلقاء الضوء على أنموذج أبو لوم المبتكر للتعلم والتعليم في ظل كوفيد – 19 وما بعدها كأنموذجاً وطنياً مقترحًا.

إن مستقبل التعلم والتعليم خلال وما بعد الجائحة قابلاً لكثير من القراءات، والتحديات، هل ستقود الجائحة إلى إحداث تغير تربوي غير مسبوق في نظامنا التربوي وفي مناهجنا، وفي النظام المدرسي المرتبط بها، أم أن هذا النظام المدرسي بروتينه المعروف والممتد عبر عقود طويلة لن ينحني أمام هذه الأزمة.

إن أنموذج أبو لوم الوطني المقترح يمثل رؤية وخارطة طريق واضحة المعالم للاستجابة العملية لكل ما اكتنف النظام التربوي من تحديات، ويقدم منظومة متكاملة سداسية من المحاور واللبنات وهي: التعلم الهجين، تنوع البيداغوجيا، التقويم الواقعي، التنمية المهنية المستمرة للمعلمين، التعلم الذاتي، والدافعية تعمل كخلايا النحل بنظام فيه السياق والمدخلات والعمليات والمخرجات وفي قلب وبؤرة هذه المنظومة وثيقة المنهاج، والتكنولوجيا، وثقافة المجتمع.

وهذه المنظومة تتكيف وتتلاءم مع النظام التعليمي التعلمي بما يتضمنه من جميع المباحث الدراسية ولجميع المراحل الصفية

الخروج بفهم واضح لما كشفته الجائحة من واقع الحياة الإنسانية بمختلف قطاعاتها والوقوف على مسارات إعادة التفكير في نظام التعلم والتعليم لكي نتمكن من مساعدة طلبتنا على التكيف الحالي وعلى مواجهة متطلبات عالم كوفيد-19 وما بعده.

التغير التربوي في ظل جائحة كوفيد- 19 وما بعدها من خلال التركيز على العلاقة بين سؤالين يحكمان أي نظام تعليمي، هما: ماذا ندرّس؟ وكيف ندرّس؟ وفي حين نال السؤال الثاني اهتمامًا سياسيًا وبحثيًا منذ بداية الجائحة لم يحظَ السؤال الأول حتى الآن إلا بنقاشات محدودة.

ويسعى أنموذج أبو لوم المبتكر الوطني المقترح لتسليط الضوء على:

أنموذج أبو لوم المبتكر يقدم تصوراً وحلاً عملياً من خلال جدلية هيجل (أطروحة – نقيضه – توليفة) على النحو التالي (الأطروحة: الاستراتيجية المركزية متمثلة في مصفوفة المدى والتتابع والمناهج والكتب المدرسية – النقيضة: الاستراتيجية اللامركزية متمثلة في الفجوة في تعدد الفهم والتنفيذ لهذه المصفوفة والكتب المدرسية – التوليفة: الاستراتيجية التشاركية (الدمج) متمثلة في وثيقة المنهاج- وهي في قلب وبؤرة الأنموذج - التي ستكون ترجمان وخطة إجرائية تسد الفجوة بين المناهج والكتب والمصفوفة