في سماء الكون الفسيحة لا يجب أن نصبح جميعاً نجوماً.

اليوم وفي ظل السباق المحموم في القرن الحادي والعشرين للتميز والنجاح لم يعد كافياً أن تحمل لغة واحدة, لم يعد كافياً أن تمارس رياضة واحدة أو أن تفوز بميدالية واحدة, شهادة تخرجك من الجامعة بالتأكيد ليست كافية مالم تتلقى الدعم من شهادات أخرى لدورات وورش وربما شهادات عليا, اليوم لم يعد كافياً أن تنجح فحسب, وما تحسبه الآن جهداً ماهو الا نقطة في بحر واسع لا تستطيع أن ترى نهايته فهل ستتمكن من التهامه كاملاً؟!.

وبعد كل هذا الركض في مضمار طويل تقف لتلتقط انفاسك في منتصف طريقٍ تظن أنك على وشك انهاءه ولا تلبث أن ترفع عينيك حتى تبصر طريقاً آخر وهو الشغف, اذاً عزيزي المتسابق هل بحثت عن شغفك؟, لا لم تبحث!, اذاً هيا انهض سريعاً لا وقت لتلتقط أنفاسك لقد فاتك الكثير بالفعل, ابدأ في طريق الشغف في الحال, ماذا تقول؟ ماذا ستفعل ان لم تجده؟, يؤسفني أن أخبرك أنك ستحيا بلا شغف.

"الشغف" تلك الأكذوبة التي طلاها خبراء التنمية البشرية بالذهب, أخبرونا أن كلاً منا يحمل براعم موهبة لا مثيل لها ولكنك حتى تصل إلى هذا البرعم ربما قد تحتاج إلى زراعة حديقة كاملة, وربما تظل تزرع إلى الأبد فلا تجده, وإن لم تجده فيا حسرة عليك وأنت تحيا بلا شغف.

ربما آن أوان التوقف عن الركض, والخروج من هذا السباق الذي لا طائل منه, استمتع بالتفاصيل الصغيرة في حياتك, تلك التي أهملتها في غمرة صراعك للفوز بسراب, ان كنت تملك شغفاً بالفعل فدعه يكشف عن نفسه شيئاً فشيئاً, لا تقطع أنفاسك في محاولة التقاطه.

في سماء الكون الفسيحة لا يجب أن نصبح جميعاً نجوماً, وهذا لا يعني بالتأكيد أن نستسلم للكسل ونرضى بالقليل, اذا كنت تصعد جبلاً وتريد الوصول إلى القمة فاستمتع برحلة صعودك, التقط صوراً لك ولعائلتك في الطريق, انصب خيمة وأقم حفلة شواء, ربما يمكنك أن تزرع زهوراً في طريقك, إذا وصلت إلى القمة فاستمتع بنجاحك, وإذا لم تصل فأنت بالفعل قد استمتعت برحلتك.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينة قيمة جدا 💜

إقرأ المزيد من تدوينات أسماء القباني

تدوينات ذات صلة