قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر!

كل مؤمن في هذه الدنيا مر في هذه المرحلة من حياته .. مرحلة الضياع ..


أعتقد أن هذا الكلام لن يفهمه سوى المؤمن الصادق الحريص على أن لا يٌؤتى الاسلام من قبله.. حريص على أن يحافظ على دينه و أخلاقه .. حريص على أن يؤدي الأمانة التي خلق من أجلها فيكون حقاً خليفة الله في الأرض.. إن المؤمن الحق يعلم جيداً أن عمارة الأرض عبادة و أن السعي فيها لنيل الأرزاق عبادة أيضاً..


و لكن كيف يواجه كل الشتات و كل الفتن؟ فالحرام أصبح حلالاً و الحلال أصبح حراماً و الانحلال الأخلاقي و الديني أصبح تطوراً و انفتاحاً! كيف يحافظ على قيمه ومبادئه التي يؤمن بها؟


يٌحارب المؤمن فينا في هذا الزمان بكل الطرق السرية و العلنية .. و لن أنكر وجود مآمرة كونية للطعن بالاسلام كما يفعل البعض و لن أستخف بالموضوع بل سأعطيه حقه..


فلقد أثبتت الأيام و التجارب الواقعية أن المسلسلات و الأفلام و المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي و الروايات التي انهالت علينا كلها أثرت بمفاهيمنا و غيرت في نمط عيشنا حتى صار المسلم يعيش حياة لا تختلف عن غيره من باقي الأديان .. لا طقوس تميزنا عن غيرنا و لا حتى عقائد و لا عادات اسلامية ..


نستيقظ صباحاً نعاهد أنفسنا عهداً بأننا سنبدأ بداية جديدة لا انكسار بعدها.. ولكن نرى أنفسنا ننام و نبكي مساءاً لأننا سقطنا في الفتن مرة أخرى.. تستمر المحاولة.. نحاول و نحاول.. ننجح و ننفشل ثم نفشل و ننجح.. ولكن الى متى نبقى نخوض هذه المعارك؟ الى متى نرهق أنفسنا؟


في الحقيقة لم نجد بيئة إسلامية آمنة حاضنة لنا و لقلوبنا التي تقاوم.. فمن المسؤول عن هذا التقصير؟ لماذا لم نسعى جدياً لإيجاد محيط إسلامي يسعنا و يحمينا جميعاً؟


لا يخفى على أحد أن التربية اليوم في المنزل و التربية في المدرسة و الجامعة لا تؤثر على الشخص أكثر من 20% بينما تٌربى أجيال اليوم عبر الانترنت على أيدي المشاهير و شركات الانتاج.. فما الحل؟؟؟


أرى أن على جميع الحريصين على ديننا الاسلامي الحنيف العمل الجاد و القوي لتدارك هذا الموضوع قبل فوات الأوان..


ألسنا أحق بقلب سعيد .. أما آن للروح أن تستعيد عهداً جديد ...

Afaf Achour

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Afaf Achour

تدوينات ذات صلة