لمن قدموا أرواحهم فداء لمن يحبون لمن شدوا أزري لمن عوضوني عن خساراتي لمن لم يشعروني بغربتي يومًا ولمن رفعوا همتي وكانوا حضن دافئ لي لمن هم غذاء الروح

"أَقْمَارِي!"


تخيلوا حياةً تخلو من الرفقة؟ ما حال الطرقات والناس تسير بمفردها فيها ! ما حال الأفراد و الهموم تملؤهم ولا يجيدون من يشكون لهم! تخيلوا أن كل واحد من المجتمع يغلق باب غرفته وينطوي على نفسه! أليست كارثة إنسانية ضخمة، فإن المرء لا يقوى على مواجهة الحياة وحيدًا ! قد يموت من عدم اكتفائه النفسي بالصحبة، ألا تجد كتفًا تستند عليه حين تميل، ولا جذعًا تحنو إليه عندما تحزن. ان الأصدقاء الحقيقيون قلة من امتلكها نعم برخاء ودفئ يفقده الكثير، لكن الأشد ندرة من الصداقة حفظ الصديق، تقديره، الحرص عليه، فلو وجدت من يحبك صعب أن تجده يفهمك يتقبلك في أسوأ حالاتك يقدر مجهوداتك في سبيل سعادته يعطيك بالمثل أو أكثر، فأحيانًا تكون مكانة الصديق أقرب للقلوب من الأخوة ! لقوة الارتباط والمصداقية في العلاقة والصراحة واحترام الأسرار هذه أساسيات اي علاقة، هؤلاء من يستحقون الحب حقًا يستحقون التضحية بكل عزيز لما هو أعز وأثمن، هؤلاء من ترفيعهم واجب وفرقتهم نكبة، هؤلاء من يليق بهم لقب "غذاء الروح" لأن بدونهم لا حياة لتعاش، فما قيمة الأحلام أن لم يكن هنالك صديق يحفزك على الاستمرارية والارتقاء بنفسك، ما أهمية الإنجازات إن لم يفرح بها من نحب، هذا دور كل صديق الا يستنزف صديقه إنما يعطيه ولا يبخل.


.

.


فالصديق هو متكأ ومستقر للقلوب المضطربة والمشاعر المتضاربة فإن سكينتك تكمن عنده، ليس كل من لقاه المرء يعد صديقًا قد يكون مجرد زميل، لأن للأصحاب مواصفات خاصة أهمها أن يوفي لك، ويخشى عليك من الأذى، ويدافع عنك وقت الحاجة ولا يتخلى، لذلك علينا تقديم تحية كبرى عظيمة لكل من ساندنا منهم، لكل من صدق وعده ولم يترك يدينا وانار لنا عتمة عالمنا ولامس جروحنا فداواها. فمن تقضي معه أوقات المرح والفرح لا يطلق عليه عضد إنما هو سمير تتسامر معه وتتسلى وعندما تحزن أو تطلب العون لا تجده ، لأنه يريدك سعيد متحدث جيد وشخص لا يعرف البؤس ، انه شخص مستغل يريد ان يتشارك الضحك والطعام ليس إلا!


إن الصداقات تبنى على الود والكرم والعطاء والأمانة وغيرها لا يهم، لا يهم الطبقات المعيشية لا يهم العمر أو اللون أو العرق لا يهم نسبة التشابه في الهوايات والاهتمامات لكن الصدق فيها مستوطن وهذا يكفي.


كل شيء تفعله مع أصدقائك يشعرك بفعاليتك و مدى حبهم لك وهذا من قوانين الصحة النفسية، أن تتواجد مع من يثقلون من شأنك ويهتمون بك وتجد في نظراتهم العاطفية والمحبة لو كان من يحيطون بك من رفاق يوترون ثقتك بنفسك ويشكوكنك في قدراتك أو لا تشعر انك من أولوياتهم ولا تستشعر الأُلفة فيهم ولا يظهر ذلك في تعاملاتهم معك فأبتعد ! لا تكمل مسيرتك مع ناس كهؤلاء أنفسهم فوق كل شيء وانت لا تعني لهم أي شيء، فابتعد ولا تحاول لفت نظرهم من يحبك سيبحث عنك وسيظل بجوارك مهما حدث ومهما واجهت من أزمات. حتى لو قل لقاؤكم وقل حديثكم سويًا ، حتى لو فرقتكم الحياة في بلاد بعيدة لأن عقد الحب لا ينفرط و صخرة الصداقة لا تتفتت برغم كل شيء لأنها نُقِشَت في أعماق القلب ومالها من مفر.


وفي نهاية هذا المقال أود أن أوجه إهداءً لكل أصدقائي، لكل رفاقي ولكل من أحبهم وأودهم، لكل من أخذوا جزء من قلبي وهم يعرفون انهم الأغلى والأقرب لي من غيرهم، والذين غرزوا فيَّ كل معاني الإخلاص والولاء، وكانوا شعاع النور في محنتي، أحبكم ولو أنها كلمة قليلة بحقكم.


تأكدوا انكم تعنون لي الكثير، غيرتم بي أشياء سعيت سنين لتغييرها، حققتم معي أحلامًا ما كنت لأحققها وحدي، نشرتم هالة من الوئام والأمان من حولي، اكتبست مكاسب غنيمة معكم، ملأتم فراغ كبير في قلبي، وخاصةً بضع أصدقاء منكم هم لي غمام ممطر فأنبتوا بي ربيعٌ من الزهور .



ندى سمير

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ندى سمير

تدوينات ذات صلة