تدوينة عن الوقت المناسب الذي يجب أخذ القرار بالحركة فيه؛ وتحفيز الذات لأخذ الخطوة الأولى نحو تحقيق الأهداف والمضي قدما.
نحن دائما ننتظر الوقت المناسب لنقوم بواجبنا؛لنقوم بهواياتنا؛ لنقوم بالدراسة؛ لنقوم بالترفيه أو لنقوم بالكشف عن الحقيقة .حتى الحقيقة ننتظر لها الوقت المناسب؛دون أن ندرك أننا نمنح الكذب المجال من أن يغير من مظهره؛ وأن يتملص من الإعتراف بكونه ظالما مستبدا؛ نمنحه الإذن بأن يختفي وراء ظل الوقت المناسب؛ أو تعلمون حتى عندما نريد البوح بمشاعرنا؛وبما يخالج صدورنا ننتظر تحت طائلة الوقت المناسب ، لم لا نبوح ونعترف؟ لم لا نعيش كل لحظة بلحظة ، ونترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي ؟ لم علينا التدخل بكل شيء وتغييره وتحويله لما نريد؟ لماذا لا نترك الأشياء والأحداث على طبيعتها ونتصرف على سجيتنا؟ لم نحب تزييف الأشياء لإظهارها بأجمل طلة؟ وأسئلة أخرى تراود باطني، لا أجد لها جوابا ولا تفسيرا.
نتأرجح ما بين السقوط والنهوض، ما بين الحقيقة والخيال، ما بين الماضي والمستقبل ونلغي الحاضر كأنه مبهم لا وجود له، كأنه صندوق أسود غامض لا مفتاح له ،كما لو كان ثقبا أسود يلتهم كل ما يقترب منه .يلتهم الماضي تحت نحث اسم التاريخ والتأريخ، وينهم المستقبل ويتشعب فيه، كتعمق الحوت في المحيط ، كغوص الغطاس في العمق، كبحث الأسد عن أرض جديدة للإستوطان في الأدغال، يأخذ من المستقبل دهرا من الزمن ويحيطه بخربشات من التنبؤ والاستيطان، يغلفه بغلاف من الضباب كما لو كان بحيرة وحلة ؛ماءها عكر لا حياة بها ولا ماء، كل هذا من أجل أن ينتظر الوقت المناسب للكشف عن مخططاته؛ ووضعها تحت عنوان أسطورة الوقت المناسب. تلك الأسطورة التي قلبت الموازين؛وغيرت الأحاسيس؛ التي جعلت لكل شيء مدة صلاحية تحت طائلة التجديد. تلك الأسطورة التي استحوذت على أفكاري هذه الليلة وجعلتني أخط هذه السطور وأمعن النظر في كل ما يجول؛ في جمالية البوح بالأحاسيس عندما تدق وتينك ، في التمتع بالنسيم عندما يهب وليس أن تنتظر النسيم القادم فربما لا يأتي بعده أو ربما لا يكون مثله، في الأولويات وحتى في الإبتسامة ولحظات السعادة .
فتجاوز أسطورة الوقت المناسب، واخلق أسطورة "الآن".
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
🧡