يتحدث المقال عن شركة انفيديا كيف تفوقت في مجالها وحصدت ارياح قياسية في زمن قياسي وكيف أبحرت في سوق أزرق لا ينافسها أحد

البعض سمع عن شركة إنفيديا وما حققته من أرباح في زمن قياسي، حيث بلغت قيمة شركة إنفيديا قبل عشر سنوات عن 10 مليارات دولار، وكان صعودها مذهلاً حيث تجاوزت قيمتها تريليون دولار في عام 2023 وتجاوزت حاجز 3 تريليونات دولار في عام 2024، وتبلغ قيمتها السوقية 4 تريليون دولار والتي بدأت بقصة متواضعة في عام 1993 تعود لاجتماع بين الأصدقاء الثلاثة في أحد أكشاك مطاعم المؤسسين المشاركين، حيث كان يعمل أحد المؤسسين لها وهو جينسن هوانج مساعد نادل في هذا المطعم، والآن أصبح تاسع أغنى شخص في العالم بثروة صافية تبلغ 142 مليار دولار حيث يملك حصة بنسبة 3.5% من شركة إنفيديا، والتي تعتبر من الشركات الرائدة في مجال تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، حيث تخطت شركات عملاقة مثل شركة مايكروسوفت، وأبل، وكثير من الشركات التكنولوجية، ويقول أحد الخبراء أن استثمارك بسهم شركة إنفيديا بقيمة 1000 دولار في يوليو 2015 سيبلغ الآن 35,000 دولار، مما يعكس الارتفاع الصاروخي الذي حظي به سهم إنفيديا.

تمتلك إنفيديا حصة مهيمنة في تصميم حزمة الأجهزة والبرامج اللازمة لتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من Open AI كما تعد وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من المنتجات الأساسية لشركة إنفيديا. ومن كبار عملاء تلك الشركة Open AI , Tesla, XAI التابعة لايلون ماسك، بالإضافة لشركتي ميتا، أمازون.

والآن ما يهمني مما ذكرته آنفاً، ما علاقة الشركة بالسوق الأزرق، إذا تطرقنا لدراسة نموذج عمل الشركة ستجد أنها عملت بمجال تصنيع الرقائق الالكترونية الخاصة بالذكاء الاصطناعي الذي هو بالطبع مجال جديد (New Market) (أحد مبادئ السوق الأزرق) كما عملت على إنشاء طلب جديد (New Customer) (أيضاً أحد مبادئ السوق الأزرق)، هذا النموذج هذا حقق الشروط الخاصة لإيجاد مساحة جديد من السوق.

كذلك عندما ندرس المنتجات الخاصة بالشركة ستجد أن قلة من الشركات العالمية تعمل في مجال تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الخاصة بها، بالتالي فهي تعمل في مجال لم يتطرق إليه كثير من المنافسين بالرغم من إقبال كثير من الشركات لدخول هذا السوق، بمعنى حققت شرط رئيسي وهو عدم وجود منافسين يعرفون قواعد اللعبة الخاصة بالشركة على عكس السوق الأحمر الذي تكون فيه قواعد لعبة المنافسة معلومة ومعروفة بين الشركات.

إذاً شركة إنفيديا أبحرت في سوق جديد، وحصلت على طلب جديد (زبائن جدد) حيث استهدفت الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في توفير خدماتها الذي يُعتبر مجال جديد للعمل مقارنةً بملايين الشركات التي تعمل في المجال التقني والتكنولوجي، فقدمت قيمة ابتكارية مميزة في مجالها من خلال التمايز في تقديم منتجاتها.

إذا دعونا نستفيد من تجربة شركة إنفيديا ونفكر في منهجية عمل جديدة مغايرة للمنافسين، نلعب لوحدنا في السوق من خلال طرح منتجات جديدة وإبداعية ذات تكاليف منخفضة حتى تبحر في سوق أزرق لوحدك.

youssef Hourani

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات youssef Hourani

تدوينات ذات صلة