الحزن,, يحيّرني هذا الشعور كثيرًا..أقصد، إنه ليسَ هينًا أبدًا، أن تكون حزينًا يعني أن تعيش بشكلٍ لا ترغبه،

بطريقة تجعلك تفقد منك مع كل يوم جزءًا، وأنت تعلم تمام العلم أنه لن يعود..

الحزن الحقيقيّ ألا تحاول أن تجعل الحياة كما ترغبها بعد وقتٍ ما، وهذا أقصى درجات الحزن في نظري.. أن تتوقف عن الانتظار، أيًا كان نوعه، انتظار الأيام السعيدة، انتظار الشخص المناسب، انتظار تحقيق الأحلام، وانتظار يومًا مبهجًا تبكي فيه من الفرح ما يثلج صدرك.. تتوقف، لأنه ما عاد يعنيك كل هذا، أنت الآن.. تريد أن تعيش بهدوء قدر المستطاع، فالضوضاء داخلك قاتلة، ولا يمكن العيش مع اثنتين..

لن يفهم الناس هذا الوصف، ربما سيجدون أنفسهم ببعض السطور، أو على الأرجح سيصفون من يكتبه بالمكتئب، الناس هكذا، كلنا هكذا، نطلق أحكامًا عن ماذا قال فلان، بينما لا نكلّف نفسنا عناء أن نسأل، لمَ فعل؟


وكما يرتبط الحب بالسعادة، تلازم الخيبة الحزن، إنهما الشعوران الأثقل.. كثيرًا ما شعرتُ بالخيبة، ويقلقني أني مع كل صدمة أتلقاها من الحياة تتراجع حياتي الاجتماعية، ويزداد توتري، وأصير مترددة بعد أن وثقتُ بذاتي وبحروفي بجهدٍ هائل، صرتُ أصمت كثيرًا، حتى حروفي صامتة، نصوصي صامتة، وما كان ثرثارًا منها لا يراه أحد ..


نحن قُساة، نقسو على الآخرين، وعلى من نحب، حتى على أنفسنا، إننا نجلد انفسنا جلد العدو، فقط لهفوة صغيرة لم تتداركها النفس، لموقفٍ محرج لم تعرف التصرف فيه، لفشل بسيط أو حتى ذريع، فلا مقياس لذلك، كل ما يصدر عنّا فهو ذنب، بينما إن صدر عن الآخرين نهوّنها.. إننا مرضَى، كلّنا مرضى.. وهذا الجيل الذي نحن منه يفقدني صوابي، الفترة الزمنية التي أقضيها فيها العقد الثاني ستصيبني بالجنون، أشعر بأني سأٌجن حقًا، وربما من يقرأ سيعتقد هذا، ليكن.. لا أحب الحديث مؤخرًا، كل ما أملكه هو الكتابة، ترتيب الحروف والطقطقة على لوحة المفاتيح، يخفف هذا وطأة الحزن وحدّة الوحدة عليّ..

كنتُ أتمنى أن أكون سعيدة، حاولت أن أكون سعيدة، لكنني لستُ كذلك.

ظِل

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ظِل

تدوينات ذات صلة