فاشل، يطلقونها على ذلك الشخص الذي لا يبدأ شيئًا ولا يخوض غمار الحياة، يعيش على المألوف ويخاف المجازفة ويهاب تجربة أي جديد.



أثبت فشلَه فهو فاشل،

يقولونها لكل من حاول وأخفق فظلَّ خامدًا في مكانه، لقد رضي بإخفاقه ولا يريد تكرار التجربة أو المحاولة.


أما أنا فاسمحوا لي بأن أطلقها على منتهجي طريق ال (( يبدأ ولا يُكمل )).


ليست حياته سوى أنصاف محاولات، أنصاف إنجازات، أنصاف نجاح، مذَبْذَبٌ لا إلى هؤلاء ( الناجحين ) ولا إلى هؤلاء ( المُخفِقين ).

لا يذوق طعم الراحة ولا طعم النجاح، حياته مكوَّنة من أفكار كثيــــــــــــرة ظلت حبيسة عقله، وجهد عظيم صرفه على إعمال فِكْرِه بتوهُّم الأعمال المثالية الكاملة والتي لم ينجز منها سوى النصف حتى حُرِمَ نكهة الوصول ولذته.


والله إن للإنجاز لذَّةً وإن اعتراه النَّقص.

وإنَّ للتقهقر حسرة وإن بِتَّ في أمان.


أعظم مراتب الفشل أن تصرف طاقَتَك في مصارف عديدة من دروب الحياة ولا تصل في أيٍّ منها إلى خط النهاية الذي تطمح إليه، أن تملأ الجدار لوحاتٍ ناقصة لم تُكمِل أيًّا منها لتمنحك صورةً متكاملة، يبتهج لها فؤادك عند النظر إليها. أنصاف الأمور دائمًا مؤلمة؛ البدء يقول لك أنه يوجد شيءٌ جميلٌ هنا، ثم تتوقَّف أنت فتُسْلَبُه لتعيش فقط في تمنِّي بلوغه وحسرة فقدانه.


إزالة وهم الكمال والمثالية من رأسك سيساعدك عل الاستمرار، ليس المطلوبُ أن يكون عملُك أو أداؤك أو مشروعك أو دراستك غاية في المثالية، لا ترهق نفسك بمثل هذا التفكير لتقوى على المسير؛ فَلَرُبَّ طريق واحدٍ تسلكه حتى تبلغ منتهاه، خيرٌ من ألفِ طريقٍ تعود أدراجَك في منتصفه.



هل ينطبق رأيي هذا على العلاقات؟


الإجابة: للأسف نعم، وما أصعب الأنصاف في العلاقات! أنصاف الاهتمام، أنصاف الحب، أنصاف تحمُّل المسؤولية، أنصاف الوفاء وأنصاف الإخلاص وأنصاف الصدق، كلُّها طرقٌ نهايتها الفشل والفتور والتبلُّد العاطفي.


إن لم تكن أهلًا لمنح كل مالديك منهم فلا تبدأ، ذاك خيرٌ لك من الوقوف في المنتصف؛ لأنك إن لم تبذل حتى النهاية في تلك العلاقة لن تؤذي نفسك وحسب، بل إن هنالك دائمًا طرفًا أخر سيقع عليه الضرر الأكبر، وستحكم عليه بوسم فشلٍ لم يخترْه لنفسه.


إن كنتم تهوون حياة الأنصاف تلك، فأرجوكم لا تؤذوا غيرَكم بها ومارسوها في مجالات لا تقحمون الآخرين فيها.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

😍😍😍😍😍❤❤❤

إقرأ المزيد من تدوينات ريم الصيرفي

تدوينات ذات صلة