في هذه المقالة سوف نتكلم عن السيارات ذاتية القيادة في المستقبل من حيث المميزات والعيوب وآخر ما وصلت إليه من تطور مستدلين بالمصادر

يعلق الكثيرين آمالهم في المستقبل على السيارات ذاتية القيادة في تقليل عدد الوفيات التي تحدث سنوياً جراء حوادث السيارات حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن نحو 1.25 مليون شخص في جميع أنحاء العالم قد لقوا مصرعهم في حوادث تصادم السيارات في عام 2013.[1] كما أصيب ملايين آخرون بجروح وإصابات خطيرة.


هذه الآمال لم تعد بعيدة المنال في الوقت الحاضر حيث يتوقع الخبراء أن تكون سيارة واحدة من كل عشر سيارات تسير على الطرق في العالم في عام 2030 ذاتية القيادة حيث يتنافس حالياً عملاقة صناعة السيارات في تطوير السيارات ذاتية القيادة وجعلها أكثر أماناً حتى أن شركات أخرى مثل جوجل وأوبر تستثمر في تطوير تلك النوعية من السيارات [2] وذلك لأنها بلا شك سوف تكون سيارة المستقبل .


والسيارات ذاتية القيادة سوف تصبح أكثر أمانا ليست لأنها أفضل من الإنسان في القيادة ولكن لأنها مبرمجة على شيئين أساسيين الأول هو الإنتباه الدائم وهو ما لا يتوفر لدى الإنسان الذي ينشغل أحيانا بأشياء أخرى مثل الرد على الهاتف أو الأكل أثناء القيادة ، أما الثاني فهو أنها مبرمجة على عدم إرتكاب المخالفات المرورية مثل تجاوز السرعة أو السير عكس الإتجاه وهي مخالفات مرورية منتشرة بين قائدي السيارات .


سوف تكون للسيارات ذاتية القيادة مميزات أخرى عديدة بخلاف مسألة الأمان مثل تخفيف حدة الازدحام المروري وتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية نظراً لكون تلك السيارات كهربائية بالكامل فضلاً عن أنها سوف تتيح للراكب القيام بأمور أخرى أثناء القيادة الذاتية مثل التحدث على الهاتف أو القراءة أو حتى النوم قليلا لأخذ قسطاً من الراحة [3] .


بالتأكيد سوف يكون هناك عيوب للسيارات ذاتية القيادة بجانب كل تلك المميزات حيث أنها ستلغي وظائف سائقي سيارات الأجرة ووظائف بعض فنيين صيانة سيارات محرك الإحتراق الداخلى التي تعمل بالوقود الأحفوري مثل البنزين والديزل والغاز الطبيعي ، بالإضافة إلى مشكلات أخرى تتعلق بانتهاك الخصوصية حيث سيكون بمقدور الشركات المصنعة لتلك السيارات الحصول على معلومات تتعلق بأماكن تواجد مالكي تلك السيارات .


وبالرغم من أن السيارات ذاتية القيادة أصبحت تقنياتها متطورة للغاية وتم تصنيع نماذج عديدة منها إلا أنها مازالت ليست آمنة تماماً في الوقت الحاضر خاصة فيما يتعلق بالقيادة داخل المدن حيث تستطيع السيارات ذاتية القيادة تقدير المسافات جيداً والتوقف عند عبور المارة ولكنها حتى الآن لا تستطيع توقع السلوك المفاجئ للمارة من حولها وهو ما جعل القائمين على تطوير هذه الصناعة إلى الاستعانة بعلماء علم النفس والمختصين بالذكاء الصناعي ، كما سيساهم إنتشار تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس في جعل السيارات ذاتية القيادة أكثر آماناً حيث ستوفر إمكانية ربط جميع السيارات ببعضها أثناء مرورها في نفس الطريق [4] .


عامة مازالت السيارات ذاتية القيادة تحت الإختبار في كثير من دول العالم حيث سمحت خمس ولايات أميركية (نيفادا، وفلوريدا وكاليفورنيا وفيرجينيا وميشيغان) إلى جانب واشنطن العاصمة باختبار السيارات الذاتية القيادة الكاملة على الطرقات العامة في عام 2015 ، وفي العام ذاته بدأت التجارب على هذا النوع من السيارات في دول أوروبية مثل المملكة المتحدة و فرنسا ، كما سمحت ألمانيا و هولندا وإسبانيا باختبار سيارات آلية في الشوارع العامة [5].


وبالرغم من أن القيادة الذاتية للسيارات ليست قانونية في مصر في الوقت الحاضر إلا أنها سوف تكون كذلك في يوم من الأيام مستقبلاً بل سأذهب بخيالي إلى أبعد من ذلك وأتوقع بأنه سوف يأتي يوم ستصبح فيه القيادة الذاتية للسيارات ليست قانونية وحسب بل إلزامية وهو ما يعني أن القيادة البشرية للسيارات سوف تكون مخالفة للقانون ويعاقب عليها بالغرامة أو بالحبس وسيكون من المعتاد أن ترى في السجون أشخاصاً بتهمة قيادة السيارات !

رامي صقر

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رامي صقر

تدوينات ذات صلة