هذه التندوينة تتحدث عن أهمية القراءة في الحياة ودورها في رقي المجتمعات
بالتأمل فى واقع مجتمعاتنا، نلمس هَيمنة ثقافة الأُذن والمُشافَهة على ثقافة القراءة والكِتابة، من حيث هى ثقافة العَين والنقد. ولعلها مُفارَقة حقا أن مجتمعات «اقرأ» لا تقرأ. ولئن كانت أول سورة من القرآن هى «اقرأ» بصيغة الأمر، فالواضح أنه الأمر الذى لا يتم الامتثال له. فطوال قرون عجزت المُجتمعات الإسلامية عن توطين ثقافة القراءة وترْجمتها سلوكيا فى المجتمع. وعلى الضد من ذلك، رسَخت، عبر فَهمها للدين، ثقافةَ حفْظِ النصوص وتخزينها. ولهذا تَجد العُلماء والفقهاء يتفاخرون فى ما بينهم بذلك، شعارهم: «مَن لا يحفظ النص فهو لص»، ليصير العِلم مجرد حفظ واسترجاع، ما دام مودعا فى الصدور.إن للقراءة المفيدة أهمية كبرى في بناء الإنسان والحضارات، وتنمية الفكر والتفكير والمهارات، لما ينتج عنها من اكتساب المعلومات الجديدة النافعة والمعارف الفريدة الناصعة التي من خلالها يتنور العقل بنور العلم النافع، ليصبح كالشمعة التي تضيء لصاحبها الطريق في الظلام الدامس. وللقراءة مزايا عدة وفوائد جمة، منها: التعرف على العلوم والثقافات والحضارات المختلفة، وكسب مهارات التخاطب مع الآخرين، كما لها دور بارز في الإبداع والابتكار والتطور والازدهار. ومع تطور التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية الذكية، أصبحت القراءة أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق، فالمعلومة تحصل عليها في ثوانٍ معدودة، مع توفير في الجهد والوقت، وهذه نعمة من نعم الله عليها، يجب علينا شكرها، ويكون ذلك باستخدامها بالطريقة المثلى، وبما يرضي الله جل وعلا، وأن نقرأ كل ما هو مفيد، ونجتنب كل ما هو مضر، فليست العبرة بالقراءة فقط، بل العبرة بالقراءة المفيدة المستبصرة. في كثير من الأحيان يصيبنا فتور القراءة الذي يفقدنا شهيتنا للقراءة وشغفنا المعتاد بها، ونجد أنفسنا عند قراءة صفحتين نمل ونشرد ولا نركز مثلما كنا في السابق حول القراءة والموضوعات التي نقرأها أو نعيش بكامل حواسنا في أحداث الرواية التي بين أيدينا أو نشعر بكل حرف مكتوب في ديوان الشعر الذي نطالعه أو نستعيد الأزمنة التي نحياها مع كتاب التاريخ الذي معنا؛ قد تكون هذه الحالة ناتجة عن قراءة كتب مملة متتالية أو قراءة أعمال ضخمة ومرهقة أو ربما عن إرغام النفس على قراءة كتب مملة لأنها مهمة، أو قراءة نفس نوعية الكتب باستمرار،... إذا أصابك فتور القراءة لا ترغم نفسك على المزيد من القراءة، خذ استراحة منها على الفور، استراحة محددة بوقت معين كأن تأخذ استراحة أسبوعا مثلا وهذا الأفضل أو استراحة إلى أجل غير مسمى وهو أن تعود للقراءة وقتما تشعر أنك يمكنك العودة للقراءة مرة أخرى، وهذا حل جيد ولكن في بعض الأحيان قد يأخذك لفتور طويل من القراءة قد يصل لشهور وربما لسنين لذلك من الأفضل أن تأخذ استراحة على شكل مدة محددة وتحدد كتابا معينا أيضًا لقراءته عند العودة ، و ربما عقد المقارنات مع الآخرين تشعل روح الحماس في قلب من أصابه الفتور فيجعله يحاول التفوق على من يفوق و يعود شيئا فشيئا إلى عادته.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات