كيف كان شكل الحياة العادية لبني البشر لولا وجود الفن بصوره المختلفة

في يوما ما في منتصف إجازتي الطويلة بعد التخرج وجدت نفسي اختنق في روتين الايام المتكررة والكلمات تتهرب من قلمي عن كتابتها واعترفت بحاجتي لهواء جديد وتمشية بسيطة تحفز من جديد خلايا عقلي وجسدي.

لم يكن لدي الطاقة الكافية للبحث طويلا عن مكان محدد أو انتظار رفقة أحد ما،

ارتديت أسهل زي يمكن أن يروني به عامة الناس و بدأت رحلتي القصيرة بحثا عن الالهام، كان شارعي كعادته هادئ بلا وسائل تشتت تُذكر ، حتى وصلت لآخر الشارع وبداية ما يعرف بالسوق، سوق محلي لبيع الخضار و اللحوم بكل انواعهم

لا أعلم لماذا لم أغير اتجاهي ولكن شيئا استفزني لأشترك في تلك الفوضي لربما أجد ما أبحث عنه.


علي عكس شارعي بهدوءه كانت نهايته حيث السوق من أول خطوة تطأها قدمك ستحجز بين صخب البائعين وتزاحم البشر الملتصقين كأمعاء البطن الواحدة.

كنت أحاول النظر لكل شي حولي بنظرة جديدة لكن كل شي كان اعتيادي، الناس مجهدون ، كل مرء سارح في عالمه الخاص،حتى السماء تلك اليوم كانت مرهقة والشمس غير حاضرة لأداء مهامها الوظيفية، كان الجو ملبد بالغيوم لأي روح إبداعية ،المباني متواضعة التفاصيل ،أما عن الدكاكين بين العطارة وبيع اللحوم المجمدة المبلطة بالسيراميك الأبيض والاسود ومحلات بيع الخضار التي يملؤها أقفاص فارغة وأوراق الخضار الذابل علي الأرض فالطف ما لفتني بين هذا المزاج المكثف من روائح صادرة للمنتجات وأصوات صاخبة لجميع الباعة المتحمسين لعرض اسخي عروضهم اليوم هو صوت صادر من راديو في إحدي المحال لأغنية فيروز، بصوتها الملائكي عزلتني عن الصخب المحجوزة بداخله. ،

حاول ان تتخيل شكل حياتنا اليومية بدون الفن بأنواعه و قدرته وسط كل الزحام أن يضيف معني و بهجة بالرغم من مشاكلنا و تعقيدتها، ان يدخل علينا مشاعر ايجابية او يضيف لنا أفكار جديدة

ولكن الطفلة بداخلي كان ألطف ما قابلته في تلك الزيارة لسوق لإحضار بعض من الأرز واللحوم للغداء وبضع من الشغف للكتابة كان ختامها مسك عندما اصدمت بعربية لغزل البنات الزهري اللون الامع في أكياسه الشفاف

عند عودتي من المنزل وإحساسي بعد كل شي ان مازال يوجد أمل دائما في أعتم الامور.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خواطر نير - NerThoughts

تدوينات ذات صلة