بناء القيم والعادات أصبح اليوم أغلبه مرحلة من مراحل تلقي المعلومات من خلال الانترنت والإعلام الموجه

هَوية الإنسان بيئته وتجاربه وعاداته وتقاليده ولغته وتفاعله المستمر مع المعلومات التي تقدم له، الإنسان يتسع للتناقضات الكثيرة فهو قد يتشكل له مبدأ يخالف عقيدته ومعتقداته من خلال استقباله للعديد من المعلومات من مصادر إعلامية مختلفة ومتكررة، على سبيل المثال فئة كبيرة من الفتيات تتبنى آراء مختلفة حول حراك المرأة لتعزيز المساواة بينها وبين الجنس الآخر وذلك لكثرة تكرار الأخبار بالصحف والإذاعة والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي حول القضايا المتعلقة بالمرأة.

البث الإعلامي والفرد:

تمتلك كلّ قناة توجهاً فريداً يتمثل في برامجها ومحتوياتها المقدمة على الشاشات التلفزيونية والإذاعيّة والجرائد، لذلك لابد أن يدرك الفرد أن الإعلام هو سلاح ذو حدين وعليه أن يحرص دائماً على استخدام مصادر متنوعة ومختلفة في وجهات النظر وانتقاء المعلومات التي يتبناها، بما يتناسب مع قيمه وعقيدته الدينية.

الإنترنت يصبغ على معتقدات الفرد:

اتسعت رقعة المعلومات وبات العالم يتجه اتجاه كامل وكلي نحو الانترنت في التواصل وسهولة البحث عن معلومات واكتشاف الثقافات المختلفة وفي ظل هذا الفضاء الواسع الذي نعيشه اليوم مع مواقع التواصل الاجتماعي بات واضحاً صراع الإعلام وهوية الفرد أثناء انتقاء المعلومات، فهي إما تكون إيجابية فتنقل الثقافات والوعي والقضايا الهامة المؤثرة والمُصلحة للمجتمع وتبادل الآراء والمعلومات، وإما تكون سلبية تقوم في تضليل وتدليس الحقائق وانتشار الفساد والجريمة.

وقد يتساءل البعض هل بهذه السهولة يتغير سلوك الفرد؟، وعليه يجب تذكيرك أن تغيير سلوك الفرد يبدأ بما يُعرض عليه يومياً، وهذا تحديداً منهج يتبعه المسوقون والمعلنون دوماً، فتكرار المنتج أو الخدمة أو الفكر المقدم يبني اعتقادات في عقلك الباطني تتوافق مع هذا التكرار ومن تلقاء نفسك تذهب لشراء تلك السلعة أو لتبني تلك الفكرة المُقدمة.

اسأل نفسك؟

كم مرة قمت بشراء منتج معين رأيته حينما تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي؟ دعوني أبدأ بنفسي فأنا كثيراً ما كان تكرار عرض المنتجات يجعلني أرى أن هذا المنتج سحرياً وحل لكل مشاكلي.

وكلما كنت أتصفح التيك توك على سبيل التحديد فإنني أخرج منه متيقنة أن هذا المنتج سيغير حياتي تماماً ويبدل سلوكي الاستهلاكي للمنتجات الأخرى ولم أكن أتردد مرتين قبل شراءه، أكاد أجزم أن النساء اللواتي يقرأن هذا المقال معظمهن قمن بتغيير طريقة استخدامهن لمنتجات العناية بالبشرة بعدما شاهدن مقاطع فيديو عن "البشرة الزجاجية".

خاتمة

وتبعاً لذلك تتبدل قناعات الفرد وينتج اختلافه وتتشكل هويته لذلك على كل فرد الانتقاء في اختيار المواضيع والقضايا التي تهمه وعليه أن يحرص على أهمية أن تتناسب هذه القناعات مع قيمه ومبادئه الشخصية.

Nancy Radwan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Nancy Radwan

تدوينات ذات صلة