ماذا يعنى رمضان بالنسبة لك ؟ وماذا تفعل به ؟ وكيف يكون رمضان كما ينبغى أن يكون، هذه كلماتى البسيطة عن هذا الشهر العظيم.

يصل المنقطعين ويأتى كإشراق الضحى فيزول ذلك الظلام الذي إنسدل على أيامنا، يرفع حجاب الرتابة عن أفعالنا، يُنعش الروح ويشفي ندب الفؤاد مع مرور أول نسمة من نسماته الهادئة، يأتي لنا بالأمل الذي ذهب أدراج الرياح ولم نعثر عليه بعد، يضع الهمم العالية بين أيدينا وكأنه يقول " أعمل بقوة فالخير الكثير للعاملين هنا " .. نعم إنه الحبيب رمضان، الشهر الذي تترقبه نفوس العباد وتشتاق إليه كلما هم بالرحيل حتي يعود مرة أخرى في عامه القادم.


منَّ الله جل في علاه علينا بهذا الشهر الكريم الذي تتجة كل قلوب المسلمين فية نحو قبلة واحدة وهي قبلة الإيمان, لأنه يعلم سبحانه كم نحن بحاجة إلي هذة الأيام المباركة لما تحمله لنا من هدوء واطمئنان وسكينة فنتمكن - بفضل الله - إلي العودة بأنفسنا بأفضل حال مما كنا علية في السابق, و تبصر أعيننا من جديد وبكل وضوح مانود أنّ نتركه من آثر طيب علي جبين كوكبنا قبل الرحيل.


الكثير يدعو هذه الأيام لإحداث تغيرات صغيرة في يومنا وإضافة عبادات جديدة إستعداً لاستقبال الشهر الكريم والفوز بخيره الوفير، فمن الطبيعي أن يقف كل منّا وقفة طويلة مع نفسه يُحدد أخطائه وأهدافه الرمضانية ويضع خططته الخاصه ويشرع في تنفيذها مسرعاً لأن الأيام لا تنظر أحداً.

فرمضان شهر عُرف بالطاعات ومجاهدة النفس بترك المغريات والمعاصي – وهذا ليس في رمضان فقط بل يجب أن يكون عليه المرء مادام علي قيد الحياة – فصفد الله لنا فيه شياطين الجن ليكون الجو مهيأ لشحن قلوبنا بإيمان يكفينا لعامٍ كامل، ولكن هناك نوعاً أخر من الشياطين لن يُصفد في رمضان ولم يتحدث أحد عنه حتي الآن .


يتحول شهر رمضان – بفضل بعض جنس بني آدم – من كونه شهر قرآن وإيمان وهمم عالية وأمل ليس له حدود إلى شهر المسلسلات والأفلام والكاميرا الخفية والإعلانات وبعض البرامج الدعوية - كما يدعون طبعاً - فكثيرة هي مشاريع اللهو عن الطاعة والعمل بحجة أن المسلم صائم ويحتاج لما يخفف عنه.


في الصيام لا يخفف عنك وطئته خاصة في الحر الشديد إلا القرآن والإستغفار، أما عن التلفاز فلا طائل من ورائه – حتي في الأيام العادية من العام - سوي أنك وقعت فريسة للضغط هؤلاء، فينفرط منك رمضان كحبات العُقد وكذلك عُمرك .. وتخرج منه أسوء مما كُنت عليه قبل الدخول فيه فتخيب وتخسر ويثبت عليك قول المصطفي – صل الله عليه وسلم - "خاب وخسر من ادرك رمضان ولم يغفر له ".


سيقولون أنّ هناك بعض البرامج الدينية التي تحث علي فعل مزيد من الخيرات والطاعات في هذا الشهر .. فسأل نفسك لماذا لا تأتي هذة البرامج قبل رمضان بشهر مثلاً, فنستعد خير أستعداد لتنفيذ كل ما تبثه تلك البرامج لنا من خيرات ومقترحات للطاعات، ونحدث بها تغيراً حقيقياً في أنفسنا والمجتمع من حولنا ؟!

فأنصحك بالأ تفقد روحك في رمضان وتعلقها بشئ يسرق من رصيدك الزمني، ويتركك جثة هامدة لا تشعر بشئ سوي الضيق والتذمر، في رمضان تذكر قصة أصحابُ الكهف الذين ألقوا داثر الراحة عنهم، وأنطلقوا في معيه الله يعبدونه حق عبادته، فربط المولي عز وجل علي قلوبهم وجعلهم لنا أيه تُعلمنا كيف نختار الطريق الصحيح ونتمسك به بكل ما أوتينا من قوة مهما كثرت المغريات.


كُن أنت مُصفد للنوع الأخر من الشياطين فقط بضغطة واحدة منك علي الزر الأحمر في أعلي جهاز تحكم تلفازك، وأترك لروحك العنان فتتناسم بنسيم المغفرة من الآن وحتي إنتهاء رمضان، ولا تنسي أن هناك أحلاماً كتيرة تود تحقيقها هذا العام فلا تضع الوقت بحجة الصيام.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ندى عبد الكريم البنَا

تدوينات ذات صلة