بين الدراسة والشغل حكايات أطفال العسلية و رد فعل الناس


يومياً و من بين أصوات السيارات العالية و حركة الركاب المزدحمة تتحرك صناديق العسلية محمولة على أكتاف صغار يتجولون بكلمات متكررة "يلا اللي عايز عسلية"، أطفال تتراوح أعمارهم من 10 أعوام إلي 15 عاما بيحثون عن لقمة العيش وسط ضيق المعيشة لمساعدة أهاليهم والبحث عن بضعة جنيهات تحت حرارة الشمس القارصة دون الحاجة إلى أحد.


و كان "أحمد" بائع العسلية الصغير صاحب ال14 عام طالب بالصف الثاني الإعدادي يعمل منذ أربع سنوات في بيع العسلية و يحاول جاهداً التوازن بين المدرسة و بيع العسلية و الدروس و عند سؤاله عن طبيعة عمله و كيف يدير يومه من بين الدراسة و بيع العسلية قال " بخلص المدرسة و بعدها ببيع العسلية في الموقف و الفلوس بتاعت العسلية بكمل بيها مصاريف المدرسة و الكتب و الكراسات و ممكن أساعد بيها في البيت لو مفيش أكل في البيت أو حاجة ناقصة و بابا مش بيطلب مني أي فلوس و أخويا بيساعدني"

و جاء مضيفاً لحبه لكرة القدم و تشجيعه الشديد للنادي الأهلي و لاعب كرة القدم محمد صلاح و كما آضف أنه لا يخجل من بيع العسلية أمام أي أي حد سواء أصدقائه أو المدرسين بل يفتخر بمساعدة والديه مجيباً" هما كلهم عارفين و محدش يقدر يقولي حاجة و كل أصحابي بيشجعوني و المدرسين و بيهزروا معايا"


ليأتي "يوسف" أحدي بائعي العسلية الصغار صاحب الضحكة الرنانة صاحب ال11 عاماً و الذي يعمل بالعسلية من أكثر من 3 أعوام و الذي أعرب عن تعبه خلال عمله ببيع العسلية قائلاً"بفضل طول اليوم في الحر و الشمس و بتعب جداً و بطلع من المدرسة بشتغل علي طول لمساعدة أمي و الركاب بيزعقولي و بيقولوا دماغنا بتوجعنا و أنا نفسي يسقي ليا محل صغير ليا أنا و أخواتي بدل من بيع العسلية و تعبها " و في أخر حديثه تحدث عن والده الذي لم يراه أبداً من والدته إلا في عقد قران أخته"شوفت بابا مره واحدة في حياتي و هي يوم كتب كتاب أختي بس و عمري ماشفته تاني"


و من بعدهم ختم ذلك الحديث "عبد الرحمن" صاحب ال12 عاماً بالصف الأول الإعدادي يعمل ببيع العسلية منذ سنوات يعشق والدته و يعمل ببيع العسلية لمساعدتها و يحكي عن العسلية "مش عارف أوقات تكون مملة مفيش حد بيشتري و الف كتير ومحدش بيشتري و أوقات تكون كويسة لما أقول يارب و الاقي أول حد يشتري مني بكون فرحان "


كما أوضح حزنه عند محاولة أحد الزبائن التقليل منه أو الاستهزاء به "في ناس بتزعقلي و تشتمني و بتقولي أبعد عن العربية و أنا في الوقت دا بزعل جدا " و عند السؤال عن أمنياته المستقبلية قال" عايز أطلع ظابط شرطة و نفسي العالم دا يتغير و حاجات كتيرة تبقى كويسة و الناس تتكلم بطريقة كوييسة و الدنيا تبقى حلوة و محدش يتريق عليا و يقولوا سننا باظت و نفسيأمي تفضل عايشة معايا طول العمر و لغاية لما أكبر لاني بحبها عمرها ما زعقتلي أو حرمتني من حاجة و بتدافع عني دايما و تقف جنبي"


من" أحمد" و" يوسف" و" عبد الرحمن" ثلاث نماذج مشرفة للعمل و الدراسة معاً بسن صغير منهم من يساعد والديه و منهم يعمل بغياب الأب ؛ تلك النماذج التي تحتاج الدعم ولو بكلمات مشجعة لابد أن تصبح هي محط الإهتمام من قبل جميع المنصات سواء الإعلام أو منصات التفاعل الإجتماعي لأنها تستحق كل الدعم المطلوب.

Mona Fathy

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف تجارب محفزة

تدوينات ذات صلة