البنت زهرة فلا تذبلوها بمنعها من الزواج أو إجبارها على الزواج بمن لا تريد.......

إن من أكبر الأخطاء أن يزوج الاب ابنته فاسقاً أو عاصياً لا يصلي مثلًا أو يزوجها رجلاً بغير إذنها أو يؤخر زواجها إذا جاءها من يرضى دينه وخلقه بحجة إكمال الدراسة أو الحصول على وظيفة أو بحجة أنها لا تزال صغيرة او لأسباب أخرى تتعلق بالخاطب نفسة كعدم إمتلاكه منزلًا أوسيارة أو لفقرة وينسى وعد الله الذي قال { وَأَنكِحُوا۟ ٱلۡأَیَـٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰلِحِینَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَاۤىِٕكُمۡۚ إِن یَكُونُوا۟ فُقَرَاۤءَ یُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمࣱ } النُّورِ: ٣٢

وقال النبي صلى الله عليه وسلم عنه في الحديث :{ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم }: وذكر منهم :{والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ }.......


ثم إن امتلاك منزل أو سيارة شيءٌ كمالي وغير أساسي قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)


أو يرفضه بسبب عشيرته أو لسوء أحد أقاربه أو بعضهم فما دخله هو !!؟؟

وغير ذلك من الأسباب فتبلغ البنت من السن عتياً ويزهد فيها الشيوخ والكبار فضلاً عن الشباب ووالدها لا يزال متعنتاً لا يريد أن يزوجها إلا عند ما تتحقق الشروط التي وضعها

أو المهر الذي طلبه وكأن المهر له وليس للبنت فيا ترى ماذا سيكون موقف هذه البنت من تعنت أبيها في أمر زواجها.


أبي..كنتُ يوماً أعيش الحنان

وأحمل حُلماً بقلبي الصغيـــر

كبرتُ وتاهت بيَ الأمنيـــــات

وأبصرتُ عمري أمامي يطيـرْ

سجنتَ فؤادي بحصنٍ منيــعٍ وقطّعتَ دوني جميعَ الجسورْ

إذا جاء شخصٌ يريد زواجي

تهيجُ جنوناً وتُبدي النفـــــــورْ

فهذا كبيرٌ وذاك صغيـــــــــــرٌ

وهذا طويلٌ وذاك قصيــــــــرْ

فماذا عسى أن تقــــــــولَ إذا

ما بُعثتَ إلى الله يوم النشورْ


فليست العبرة في عمر البنت ولكن العبرة في قدرتها الجسمية والنفسية على الزواج و مجيء الخاطب الكفئ فإن جاء الخاطب الكفئ ورضيت به ووافقت عليه زوجه منها سواءً جاء قبل الدراسة أم بعدها فينبغي على المرأة المسلمة أن تقدم واجبها الشرعي ، من المحافظة على دينها ونفسها ، ومصلحتها الشرعية في القرار في بيتها ، والانشغال بزوجها وأولادها ؛ فإن تيسر لها الزواج الذي تجمع فيه بين ما تطمع فيه من دراسة التخصص المناسب لها كفتاة أو امرأة مسلمة فلا يدرسها القانون والطيران مثلًا وغير ذلك من ما لا يناسب إلا الذكور وإنما يدرسها الطب أو الصيدلة أو التمريض وغير ذلك و لتعمل إن شاء الله بعد إتمامها الدراسة على إفادة الفتيات والنساء المسلمات في تجنب التعامل مع الرجال أو تعليمهن ما ينفعهن أو غير ذلك فبها ونعمت ، وإن لم يتيسر لها ذلك : فلا بأس ولكنها تقدم حينها مصلحتها الشرعية والاجتماعية في الزواج المبكر ؛ ولتحذر أن يطول انتظارها ، لغائب لا تدري متى يجيء ؛ و عليها فقط بالزوج صاحب الدين ، المناسب لها ولحالها حتى وإن جاء أثناء دراستها .....

كذلك لا يثق بها ثقة عمياء فيسمح لها بالخروج بل وحتى السفر وحدها متى وحيث شائت وبلا داع في أحيانًا كثيرة بحجة أن تعتاد على الاعتماد على نفسها فهذا خطأ فهي لا يجب أن تعتاد على ذلك في غير الأمور الشخصية ك"النظافة والأكل والنوم والدراسة " وغيرها من الأمور الشخصية ؛فلا ينبغي أن تسافر وحدها ، ولا أن تمتلك سياراتها الخاصة ، ولا ان تركب سيارات الأجرة وحدها ، ولا أن تتخذ القرارات وحدها ؛ فهي بحاجة للتوجيه المستمر ؛والذي يحتاجه كل انسان ذكر كان أم انثى صغيرًا كان أم كبيرًا وليس الفتيات النساء فقط لكنها بحاجة إليه أكثر ولا ينبغي أن تعتاد الخروج كثيرًا وإنما يكون خروجها قيلًا حسب الحاجة ولا تخرج وحدها إلا لحاجة ملحة فقد تركب سيارة فتخلوا بالسائق وقد تختلط بالرجال وغير ذلك من المخالفات الشرعية ولا ينسى أننا في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات .

ولا ينبغي أن تعتمد على نفسها ولا أن تستقل بأفعالها وقراراتها فهي قاصرة عن ذلك وتحتاج إلى الاب أو الزوج أو الإخوان أو المحارم الآخرين ليوجهوها باستمرار ويربوها على الكتاب والسنة لأنهم إن لم يفعلوا فإن العواقب ستكون وخيمة قال تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُو أ!نْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَّقُودُهَا النًَاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُنَ مَا يُؤْمَرُنَ) التحريم .

قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه:(يعني :أدبوهم وعلموهم ).

ولتعتاد على السمع والطاعة لله والرسول ولوالديها وزوجها بعد ذلك فإن تركها أبوها تفعل ما تشاء متى تشاء في الوقت التي تشاء فإنها لن تطيع زوجها في المستقبل لأنها لم تعتاد على من يقيد حركتها وأفعالها ولا يدعها ترتدي ما شاءت من الثياب ويأمرها بالحجاب الشرعي الكامل وليس غطاء الرأس فقط فهذا ليس حجابًا فالحجاب هو اللباس الساتر الفضفاض (الواسع) والخالي من الزينة والالوان الفاقعة والعطور والابخرة ، الساتر لجميع البدن إلا الوجه والكفين كما عند بعض العلماء ويامرها بغض البصر وينهاها عن التبرج وعن وضع مستحضرات التجميل والعطور وطلاء الاظافر وغيرها عن خرجها من المنزل وألا تخرج إلا بإذن.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح {إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأروفساد كبير» قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات} و يقول الله جل جلاله {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ }

و ينبغي كذلك على الآباء يشعروا أبنائهم وبناتهم بالأهتمام وأن يعطوهم من وقتهم ويصاحبوهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت تأتي ابنته فاطمة رضي الله عنها تأتي كان يقبلها بين عينيها ويجلسها مكانه

وكذلك أن يكثروا من الدعاء لهم بالهداية والصلاح وأن لا يدعوا عليهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن دعوة الوالد لولده دعوة مستجابة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ).

وقال أيضًا:( لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ).

و عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ ، فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُنْتُ أَقُولُ : اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! لَا تُطِيقُهُ ، أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ ، أَفَلَا قُلْتَ : اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . قَالَ : فَدَعَا اللَّهَ لَهُ ، فَشَفَاهُ ).


وقد أخبر الله تعالى عن نبيه زكريا عليه السلام فقال : {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} ويقول سبحانه : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} .


وإن مسئوليتكم معشر الآباء تجاه بناتكم عظيمة، ولا ينبغي للآباء أن يلقوا بكامل مسؤولية تربية البنات على الأم فهذا خطأ كبير فالأم عاطفية وقد لا تكون صارمة مع ابنتها كما ينبغي لذا فينبغي للآباء أن يتدخلوا في تربية بناتهم خصوصا عندما تبلغ سن العاشرة ولا يستحي من أمرها بالحجاب والصلاة وقضاء ما أفطرت في رمضان ، قال جل جلاله : { ... وَٱللَّهُ لَا یَسۡتَحۡیِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ } الآية... الاحزاب:٥٣.....

وقال تعالى : { وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَیۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقࣰاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ } طه: ١٣٢

وكذلك يعلمهم القرآن الكريم أو شيءً منه فيعلمهم قراءته الصحية ويحفظهم القرآن كاملاً أو بعضًا منه ويشركم في دورات التجويد .


ولا ننسى أن إختيار الرجل للأم الصالحة هو أهم شيء فالأم في الغالب هي التي تربي الولد أو البنت في بداية حياتهما أكثر من الاب فتبني. اللبنة الاولى (الأساسية) بشكل سليم ، وكم من صالحة أنشأت جيلاً عظيماً كانت نتاج تربية صالحة وغراس أب عظيم صالح واسمعوا إلى هذه القصة العجيبة......

في أحد الأيام كان هنالك فتىً يدعى ثابت يسير بجانب بستان فوجد تفاحة ملقاة على الارض.... فتناول التفاحة.... واكلها ثم حدثته نفسه بأنه اتى على شيء ليس من حقه..... فأخذ يلوم نفسه ويعاتبها... فقرر أن يلتقي بصاحب البستان ليسامحه في هذه التفاحة أو يدفع له ثمنها..... فذهب ثابت إلى صاحب البسان وحدثه بالأمر.... فأندهش صاحب البستان من ورع ثابت وأمانته. فقال له: ما اسمك؟؟ قال: اسمي ثابت قال يا ثابت: لن اسامحك في هذه التفاحة إلا بشرط...أن تتزوج ابنتي... واعلم انها خرساء عمياء صماء مشلولة... فوازى ثابت بين عذاب الدنيا وبين عذاب الآخرة......فوجد أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فوافق على الزواج من تلك الفتاة فلما تزوجها و دخل عليها وجدها في غاية الروعة والجمال والعلم والتقى..... فأستغرب كثيرا...لماذا وصفها أبوها بأنها صماء عمياء خرساء مشلولة!!؟؟ فلما سألها قالت: كان إبي يقصد عمياء عن رؤية الحرام صماء عن سماع ما يغضب الله.... مشلولة عن السير في طريق الحرام.... فكان ثمرة هذا الزواج المبارك أن أنجبت تلك الفتاة لثابت الإمام الكبير والعالم الجليل النعمان ابن ثابت المشهور بأبي حنيفة (أبو حنيفة النعمان بن ثابت صاحب المذهب المشهور مذهب أبي حنيفة رحمه الله رحمة واسعة)........

قال عز وجل:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

منقول بتصرف ....


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قال النبي صلى الله عليه وسلم:(المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان ، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها ) رواه ابن حبان وابن خزيمة ، وصححه الألباني وهذا الحديث إن كان ضعيفًا إلا أنه صحيح من حيث المعنى
ويأيده الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان.

إقرأ المزيد من تدوينات محمد عبد السلام إبداح

تدوينات ذات صلة