مهما فعلت فلن تستطيع إصلاح الأشياء المحطمة إصلاحًا كاملًا أو جبر الخواطر المنكسرة وكأن شيئًا لم يكن.
تحكَّم في الغضب
لمعرفة الطريقة الصحيحة والفعالة للتعامل مع الغضب، عليك أولا أن تعرف كيف يبدأ الشعور بالغضب والمراحل التي يمر بها.
يمر الغضب بعدة مراحل:
المرحلة الأولى: التحفيز، والمحفِّز هو العامل الذي يُشعِل فتيل الغضب بداخلك، قد يكون عاملًا خارجيًّا مثل الأشخاص الآخرين أو حادث تمر به مثلا، وقد يكون عاملًا داخليًّا بسبب فرط التفكير في أفكار سلبية.
إذا استطعت تولِّي زمام التحكم والسيطرة ستتمكن من إخماد فتيل هذا الغضب، أما إذا ضعفت واستسلمت فإن هذا الغضب سيتصاعد لينتقل بك إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: التصعيد، وهنا تبدأ الأزمة، يبدأ الغضب في الإنفجار وتنفلِت زمام الأمور من بين يديك، أنت في هذه المرحلة تتصرف تبعًا لعقلك اللاواعي الذي يجبرك على شن الهجمات اللفظية أو الجسدية لدفع الخطر الذي تشعر به أو لرد الإعتداء الواقع عليك، قد تسبّ أو تُهين الشخص الآخر أو تضربه، قد تكسر أشياء ثمينة، بالطبع فأنت في تلك الحالة تكون فاقد السيطرة على عقلك الواعي بسبب استسلامك لسيطرة الغضب.
المرحلة الثالثة: الندم، بعد تفريغ شحنة الغضب بتلك الطريقة السلبية سيراودك الشعور بالندم على ما فعلت، ففي هذه المرحلة يهدأ العقل اللاواعي ويتراجع وبالتالي يستيقظ العقل الواعي من سُباته، فتبدأ برؤية آثار وتبعات تصرفاتك أثناء تفريغك لشحنة الغضب، ومهما فعلت فلن تستطيع إصلاح الأشياء المحطمة إصلاحًا كاملًا أو جبر الخواطر المنكسرة وكأن شيئًا لم يكن.
-
بالتالي فمن الضروري أن تتعلم كيف تتحكم في غضبك، ولن يحدث ذلك إلا بالتدريب، عليك بتدريب نفسك خلال أوقات الهدوء، تخيل بعض المواقف التي تتسبب في غضبك واستحضر المشاعر التي تراودك عند حدوث تلك المواقف، ثم تنفس بعمق واكتم أنفاسك لثوانٍ ثم أخرج الزفير بهدوء، كرر ذلك عدة مرات؛ فالتنفس بشكل جيد يساعد الجسم على التوازن مما يساعد العقل على التخلص من حالة التوتر وبالتالي الشعور بالهدوء، ثم فكر ما هو التصرف المناسب الذي يساعدك على النجاة من موقف الغضب هذا، مثل تغيير وضعية جسدك.. أو محاولة تشتيت انتباهك بالنظر إلى أشياء أخرى حولك.. أو تغيير الموضوع الذي يغضبك.. أو التحدث إلى نفسك بأي كلام آخر لا يتعلق بموقف الغضب بصوت تسمعه أنت فقط لتشتيت عقلك.. أو مغادرة المكان.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات