الايجابية لا تعني الابتسامة طوال الوقت، ولا تعني خلو الأنسان من الحزن بل هو ....

الكثير من الناس ان لم يكن الجميع يعتقد بان الايجابية يعني لا حزن ولا الم بعد اليوم! و ان الأنسان الإيجابي لا تمر عليه المصاعب ولا تواجهه التحديات ولا حتى يقع في مشكلة، باعتقاد الكثير أن الايجابية هي المثالية او ان الانسان الايجابي يدعي او يخدع نفسه والآخرين وهذا غير صحيح.


فكونك تعيش في هذه الدنيا الجميع له نصيب من الحزن والألم والمشاكل بل قد تكون هذه من الأشياء القليلة التي يشترك فيها بنو البشر غنيا وفقيرا، رجلا وأمراة، كبيرا كنت ام صغيرا، مسلم وغير المسلم، ابيض او اسمر، وفي كل المجالات والمسارات المختلفة في الحياة.

ولكن الفرق بين الإيجابي وغير الإيجابي يكمن بان الثاني يجزع عند كل مشكله تواجهه صغيرة او كبيرة ويشكو ويتذمر وتجد البعض منهمقد يردد عبارات مليئة بالسلبية والاعتراضات مثل:(لماذا انا الوحيد التي تتسلط علي المشاكل؟!، لماذا يحدث لي هذا؟!.. وغيرها) وكأن الله ترك جميع خلقه وقدر له هو كل المشاكل، فهو لا يمتلك الصبر عند الشدائد ويعيش في دوامة المشكلة ويلعب دور الضحية حتى ولو كان هو مسبب المشكلة فهو لديه قدرة عجيبه على الفرار من المسؤولية.

إنما الانسان الايجابي إنسان وسط فهو متيقن بان لكل شخص مشاكله الخاصة وتحدياته الحياتية المختلفة، يتقبل المشكلة بصبر، فلا يعيشفي داخلها، ولا يتحدث عنها (وان كان لا باس بان يخبر احدا عن المشاكل التي تواجهه) بل يوجه تركيزه نحو الحلول، لديه قدرة على تحمل مسؤولية حياته فان كان هو المخطئ اعترف بخطأه.

الانسان الايجابي مؤمن بما يقتضي الله له مع الأخذ بالأسباب، فهو يرى المشاكل والصعوبات بمنظور اخر فهي بالنسبة له دروس يتعلم منها، وخبرات تصقل شخصيته، وتحديات تقويه، والدموع تغسل لما في قلبه.


فالإيجابية لا تعني الاستسلام والخضوع بل الصبر والتقبل، لا تقتضي ان تعيش داخل المشكله بل تعلمك ان تبحث عن حل، لا تخبرك بانتحبس دمعتك وتكبت حزنك والمك بل تخبرك بانك إنسان طبيعي تمر عليك ايّام فرح وأيام حزن، ايّام قوة ولحظات ضعف......

الايجابي المتوازن يعلم بان بعد كل سقوط هناك وقوف، وبعد كل دمعة هناك ضحكة فعن رَسُولُ الله ﷺقال: "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُخَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ". رواه مسلم.


قف لبرهة والتفت خلفك وانظر كم من مشكلة كنت تعتقد في وقتها بانها لن تزول؟!، او كم من مصيبة مررت بها وكنت متأكدا بانها ستكوننهايتك؟!!، ولكن ها أنت ذَا تعيش في حاضرك وأصبحت هي ماضيك الذي لن يعود.

فانهض وابتسم وانفض غبار اليأس من قلبك.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مريم عبدالله

تدوينات ذات صلة