الحياة مليئة بالفرص فقم باغتنامها واسأل نفسك قبل أن تدع أي فرصة تمر (لما لا؟).
جميعنا لديه أحلام واهداف وطموحات يرغب بالوصول إليها. قد يقوم البعض بكتابتها أو إخبار الجميع عنها ويبقيها آخرون حبيسة العقل. في كل يوم نحياه تمر بنا العديد من الفرص التي ندعها تمر مرور الكرام دوان إعطائها أي حيز في تفكيرنا. قد نعتقد أنها بعيدة المنال أو هي فرصة بعيدة كل البعد عن أحلامنا وأهدافنا. لكن ماذا لو؟ ماذا لو كانت كل واحدة من هذه الفرص باباً للمضي قدماً في أحلامناً لنقترب بدلاً من الخطوة أميال عديدة؟
سأبدأ بقصة شاب في الثامنة عشرة، ينتظر بشوق دخول الجامعة لملله من الجلوس خلف شاشة حاسوبه كل يوم. تطلب منه والدته الخروج ومحاولة إيجاد عمل حتى يمضي به وقته ويكف عن الكسل. يخرج من بيته ويمضي أربع ساعات يتنقل بين المحلات دون أن يدخل أحدها. وقف قليلاً يفكّر ما هو العمل الذي سيقوم به وكيف سيحصل عليه. نظر حوله ورأى مقهى أمامه. كانت أفكاره تخبره أنه سيدخل إلى المقهى ويخرج مردوداّ وأنه ليس من الممكن أن يتم توظيفه لمجرد طلبه ذلك. ولكن في تلك اللحظة قال لنفسه "لما لا؟ ما الذي سأخسره؟ لنقم بالمحاولة!" استجمع أفكاره ودخل يثقة يطلب مقابلة المسؤول عن التوظيف فيقابله أحد المدراء ويسأله ما الذي يريده وكان جوابه مباشرة وصريحاً "أريد أن أعمل". وقف المدير مندهشاً للحظة ومن ثمة طلب منه القدوم لتجربة العمل بعد يومين.
تمر ستة أشهر وكان الشاب قد ترك عمله بالمقهى حتى يتفرغ للدراسة والعمل التطوعي. في أحد الأيام يجلس في مكتب المسؤولة عن التطوع حتى يناقش تطوعه ومهامه الأسبوعية. يرن الهاتف وتتوقف المسؤولة عن محادثته لتتكلم على الهاتف لبضع دقائق. بعد أن أنهت الحديث نظرت إليه وسألته إن كان مهتماً بالكتابة فأجابها بنعم. ومن ثمة سألته إن كان يريد يجرب العمل كمتدرب لشهرين في كتابة القصص في إحدى الشركات. لم تكن الكتابة أو الأدب تخصصه ولا حتى مجال الأعمال وهو ما زال في أول فصل دراسي له في الجامعة. وكانت إجابته مباشرة لما لا؟ وما كان مخطط له لشهرين من التدريب إمتد لثلاثة سنوات ونصف من العمل أثناء الدراسة.
ينهي الشاب دراسته الجامعية ويبدأ بالتفكير بالعمل ضمن تخصصه أو الاستمرار في العمل في الشركة التي تدرب بها. كان يدرك حينها أن شغفه مختلف عن عمله الحالي ولكنه لم يكن يجد المكان المناسب لذلك. يبحث عبر المنصات المختلفة عن فرص العمل ويقدم طلبات مختلفة للعمل في العديد من الأماكن. وفي أحد الأيام يتواصل مع إحدى دكاترة الجامعة لتسأله إن كان مهتم في العمل في مكان مختلف ومميّز. يثير الأمر فضوله ويتحرى المزيد عن هذه المكان ويقدم طلباً ليتم التواصل معه في أقل من ساعتين لتحديد موعد مقابلة. وفي أقل من أسبوع يبدأ عمله الجديد ويقترب خطوة مهمة من تحقيق أحلامه.
قد تبدو القصة إحدى القصص المختلقة للتشجيع والتحفيز ولكنها قصتي أنا. قصة تعلّم من أماكن مختلفة لتحقيق حلم وطموح. قصة شاب تعلّم أنه أهم خطوة للمضيّ قدماً هي أن يغتنم الفرص مهما كانت. أن يقف قليلاً مع نفسه قبل أن يجيب بالرفض ويسأل نفسه لما لا؟ الحياة مليئة بالفرص الصغيرة التي تثري حياتنا فلا ترفضها وإنما اسأل نفسك لما لا؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مُلهم جداً👏🏽وبالفعل الحياة مليئة بالفرص وبإنتظار مستغليها